واصلت إسرائيل الرسمية صمتها، وامتنعت حتى الآن عن التعليق على التوتر التركي ــ الروسي. إلا أن ذلك لم يمنع المعلقين الإسرائيليين من الإدلاء بموقف تل أبيب وتسريب التقديرات، حول مآلات التوتر بين الجانبين. القناة الثانية العبرية، وصفت الموقف التركي بالمتراجع أمام الإصرار الروسي، مشيرة إلى أن «(الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان بدأ يزحف بعد الإجراءات الروسية العقابية، وخاصة أن العقوبات الاقتصادية وتحديداً في القطاع السياحي تؤذي كثيراً الاقتصاد التركي».
وأشارت الى أنّ الرد الروسي شمل أيضاً إجراءات ميدانية مرتبطة بحماية وجودهم العسكري في سوريا، إلا أنّ هذه الإجراءات جاءت واسعة جداً، وهي غلاف حماية تجاوزت سوريا وباتت أيضاً تغطي شمال إسرائيل وأربع قواعد جوية تركية.
وبشأن سير العملية العسكرية التي تقودها روسيا في الشمال السوري، أشارت القناة الى أن الروس يستهدفون بشكل ممنهج كل خطوط الدعم القادمة من تركيا باتجاه «المتمردين»، والهدف واضح جداً: إنهاء الدعم التركي للفصائل المسلحة. وبحسب القناة، «تستغل روسيا حادثة إسقاط الطائرة لتحقيق أمرين اثنين: تقليص النفوذ والتأثير التركيين على مجريات العمليات القتالية في الشمال السوري، وأيضاً على طاولة المفاوضات السياسية، وإضعاف قوة المتمردين من الفصائل المرتبطة بالأتراك».
وحذرت القناة من أن الفعل الروسي في الشمال السوري قد يمتد لاحقاً، وفي الوتيرة والقوة نفسها باتجاه الجنوب السوري، الأمر الذي سيتسبب بتداعيات على المصالح الإسرائيلية، إذ من شأن إضعاف المتمردين هناك أن يعزز الحضور الإيراني وحزب الله.