أكّد رئيس مجلس إدارة شركة «ليكويغاز» أوسكار يمّين، في اتصال مع «الأخبار»، شراء شركة «ذي كورال أويل ليمتد» بعد منافسة قويّة من عدد من الشركات الأجنبية والمحليّة الساعية إلى الفوز بهذه الصفقة. وفيما رفض يمّين الإفصاح عن تفاصيل الصفقة وهوية الشركات المنافسة، قالت مصادر عاملة في تجارة المشتقات النفطية، إن أبرز الشركات المنافسة التي سعت إلى الفوز بهذه الصفقة كان تحالف شركتي «فيتول» الأميركية وشركة «هيبكو» اللبنانية التي يرأس مجلس إدارتها بشير البساتنة ويملكها مع عدد من أقاربه. وأوضحت المصادر أن المعطيات المتناقلة حول قيمة الصفقة ليست أكيدة ، إذ تحدّث عاملون في تجارة النفط عن 105 ملايين دولار، فيما قال آخرون إن المبلغ المدفوع هو أكبر بكثير، إذ لا يمكن أن تكون قيمة الصفقة مساوية لـ 50% من قيمة موجودات الشركة المقدّرة بنحو 200 مليون دولار.
يبلغ حجم مبيعات «ليكويغاز» 400 مليون دولار سنوياً

هذا التقدير لموجودات «كورال أويل» يستند الى معطيات سوقية متداولة بين مستوردي وتجار النفط؛ أهمها ملكية الشركة لخزانات نفط في منطقة الدورة تتسع لنحو 60 ألف طن من المشتقات النفطية، بالإضافة إلى سلّة من الأصول العقارية في منطقة الروشة واليرزة وسن الفيل والليلكي، فضلاً عن حصّة سوقية واسعة من مبيعات المشتقات النفطية تصل إلى 12% من مبيعات البنزين و16% من كاز الطيران، وأكثر من 20% من مبيعات المازوت الأخضر، وتملك العلامة التجارية «سبيد» لمحطات المحروقات، ولديها منتجات أخرى تتعلق بزيوت السيارات وبعض المنتجات البتروكيماوية. ومن المعروف أن «كورال» تستحوذ على هذه الحصة السوقية الواسعة من خلال نحو 180 محطة محروقات معظمها غير مملوكة وإنما تدار منها وفق عقود طويلة الأمد. أما أرباح الشركة فتبلغ 5 ملايين دولار سنوياً.
في المقابل، تملك شركة «ليكويغاز» مجموعة من خزانات النفط في منطقة الذوق، لكنها أصغر حجماً من تلك التي تملكها «كورال». ويبلغ حجم مبيعاتها 400 مليون دولار سنوياً، وتسعى الشركة لرفعه إلى 500 مليون، علماً بأن عدد موظفيها يبلغ 110، وحصّتها السوقية من مبيعات البنزين كانت تبلغ 5% من المبيعات الإجمالية في لبنان، ما يعني أن حصّتها بعد الصفقة من خلال الشركتين، ستبلغ 17% وربما أكثر.
إذاً، لماذا بيعت شركة «كورال أويل»؟ الإجابة تكمن في الأوضاع السيئة التي لحقت بمالكها محمد حسين العامودي الذي كان مصنّفاً كثالث أكبر ملياردير عربي. العامودي يملك شركة نفط للخدمات البترولية في السعودية، وشركة «لاسامير» البتروكيماوية في المغرب، ومصفاة تكرير نفط في المغرب أيضاً، وشركة نفط في السويد... مشكلة العامودي أنه أصيب بأزمة مالية بعدما تبيّن أن عليه ضرائب مستحقة للسلطات المغربية وديوناً بمليارات الدولارات، ما أوقعه بأزمة دفعته إلى تصفية وتسييل بعض موجوداته، وبينها كانت شركة كورال أويل التي يملكها من خلال ملكية شركة «فورتونا».
لاقى العرض صدى واسعاً بين عدد من الشركات؛ بينها «توتال» الفرنسية وشركة «هيبكو» المملوكة من آل البساتنة وشركة «ليكويغاز» وآخرون. «هيبكو» كانت أبرز الساعين إلى الفوز بهذه الصفقة، إذ إنها قدّمت عرضاً للشراء بالتحالف مع شركة «فيتول» الأميركية، إلا أن المفاوضات سارت لمصلحة «ليكويغاز» المملوكة من ثلاثة أشقاء، هم: أوسكار وإدغار وأنطونيو يمّين.
وعلّق أوسكار يمّين على ما ينقل عن معطيات الصفقة بالإشارة إلى بند السريّة الذي وقّعه الطرفان، مشيراً إلى أن الأهم بالنسبة إليه «أن هناك مستثمرين لبنانيين اشتروا استثماراً أجنبياً وسط منافسة من شركات محلية وأجنبية».
وبحسب المعطيات السوقية، فإن «كورال أويل» كانت شركة بريطانية في الأساس تأسست في عام 1926 وكانت مملوكة من شركة «شل» البريطانية، ثم انتقلت ملكيتها إلى مستثمرين لبنانيين، ومن بعدها بيعت إلى مجموعة العامودي بقيمة تزيد قليلاً على 5 ملايين دولار، واستمرّت بحوزة العامودي إلى اليوم.
اللافت في هذه الصفقة أنها ستعيد خلط الأوراق في تجارة المشتقات النفطية لجهة الحصص والأحجام، إذ قد تصبح «ليكويغاز» الأكبر بعدما كانت «توتال» تحمل الحصّة السوقية الأكبر، وستكون قد حسمت السباق مع شركة «هيبكو» التي لم توفق في شراء «وردية»، وبالتالي لم تزد حصّتها عما كانت عليه بعد شراء 60% من «كوجيكو».