احتفظ تحالف حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي بغالبية مقاعد الحكومة الطالبية في الجامعة الأميركية في بيروت (9 مقاعد من أصل 19). وكانت هذه القوى قد فازت بـ 8 مقاعد من أصل 17، العام الماضي، من دون التنسيق مع طلاب الحزب التقدمي الاشتراكي الذين ترشحوا على لوائح التحالف هذا العام. أما النادي العلماني فقد حظي بمقعد إضافي أيضاً (5 مقاعد بدلاً من 4)، بينما بقي تمثيل قوى 14 آذار بـ 5 مقاعد.
طبق النظام النسبي للمرة الأولى في انتخابات الجامعة
لولا التدافع الذي حصل بين مناصري قوى 8 آذار ومناصري النادي العلماني لحظة إعلان النتائج، لما سجّل اليوم الانتخابي حادثة تذكر. فالمشهد الأمني المشدد خارج حرم الجامعة لم ينسحب على أجواء الاقتراع في الداخل. أمس، لم تكن باحة الـ «وست هول» تشبه نفسها، على الأقل مقارنة بالسنوات التي شهدت انقساماً سياسياً «عمودياً» بين التحالفات الطالبية المتنافسة. انكسرت حدّة هذا الانقسام لدرجة دفعت كل قوة طالبية داخل التحالف الواحد تعمل لاستمالة مناصريها على حدة. وحده تغيير نظام الانتخابات من أكثري إلى نسبي خرق جو الرتابة، بحيث تم احتساب النتائج بزيادة رقم واحد على عدد المقاعد المخصصة لكل كلية من الكليات الست ومن ثم قسمتها على 100 ومن يفوز بالنسبة يحظى بمقعد في الحكومة الطالبية. إلى ذلك، اعتمدت الجامعة للسنة الثانية على التوالي نظام التصويت الالكتروني، باستبدالها صندوقة الاقتراع بجهاز الكومبيوتر شرط حضور الطالب إلى مركز الاقتراع وابراز بطاقته الطالبية والتصويت داخل عازل وليس بواسطة الانترنت على غرار ما حصل في جامعات أخرى.
أمس، طال انتظار المرشحين للناخبين حتى ساعات بعد الظهر، حيث لم يتوان مسؤولو القوى الطالبية في كل تحالف عن تنشيط الاتصالات لإحضار الطلاب الذين آثروا ملازمة منازلهم أو قصدوا الجامعة لمتابعة مقرراتهم، فيما تحركت الماكينات الانتخابية في الكليات.
بدا حضور تحالف 8 آذار قوياً على الأرض من خلال حملة «students for change» أو طلاب من أجل التغيير، بعدما قرر طلاب منظمة الشباب التقدمي الانضمام إليه هذا العام، بخلاف العام الماضي.
يعزو الطالب آدم ملاعب الموقف إلى أن المنظمة الطالبية في الجامعة الأميركية لا تتأثر بقرارات الحزب التقدمي الاشتراكي في الخارج، بل إن قراراتها تنبع من الواقع الانتخابي هنا «وقد أجرينا دراسة انتخابية ووجدنا أن مصلحتنا تقتضي التحالف مع قوى 8 آذار».
ممثلو هذه القوى بدوا مرتاحين لمجريات العملية الانتخابية وبأن الفوز سيكون حليفهم، لذا تحدث نائب رئيس الحكومة الطالبية السابق حسن خشفة عن توجه لاستكمال ما بدأت به الحكومة السابقة لجهة محاولة تجميد الأقساط وتجيير جزء من الميزانية للمساعدات المالية للطلاب وشراء سيارة اسعاف مجهزة بعدة الطوارئ وهو قرار توافقت عليه الحكومة مع إدارة الجامعة في العام الماضي.
أما النادي العلماني فقد فرض نفسه مرة أخرى طرفاً أساسياً في الاستحقاق، بترشيح 74 طالباً في مختلف كليات الجامعة. وتشهد مشاركته في الانتخابات منذ العام 2012، باسم حملة «campus choice» تطوراً ملحوظاً في استقطاب الطلاب، إذ ارتفع عدد أعضاء النادي من 7 أشخاص في العام 2008 إلى نحو 300 طالب اليوم، بحسب ما قال الناشط في النادي علي زين الدين. وأشار إلى أننا «كسرنا الاصطفاف السياسي والتبعية للأحزاب ونعمل لتفعيل النوادي المستقلة التي تعمل مباشرة للطلاب».
أما مناصرو قوى 14 آذار الذين خاضوا الانتخابات باسم حملة «lead the change» أو "قُد التغيير" فلم يخفوا صعوبة الفوز، باعتبار أن أصوات الحزب الاشتراكي التي تشكل عادة بيضة القبان تقلب موازين القوى حتماً.
خيار رابع منح للطلاب الناخبين أيضاً هو حملة «one voice» أو صوت واحد قيل إن مرشحيها ينتمون إلى الجماعة الإسلامية ويخوضون الانتخابات للمرة الأولى، علماً بأنّ المناصرين نفوا علاقتهم بأي جهة سياسية خارج الجامعة وقالوا ان لديهم 11 مرشحاً في كل الكليات.