في ختام مقابلته مع الزميل مارسيل غانم على قناة "أل بي سي آي" أمس، توجه النائب سليمان فرنجية إلى رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، بالقول إنهما سيترشحان سوياً في ٣١ تشرين، وسيكون الفائز من نفس الخط السياسي، سواء كان عون أو فرنجية. وأشار رئيس المردة إلى خوضه المعركة بجدية كبيرة، مؤكداً أن الأوراق البيضاء تضعفه طبعاً، داعياً النواب إلى تحكيم ضميرهم جيداً والاقتراع لمن يجدونه أفضل على صعيد تأمين الاستقرار السياسي والاقتصادي. ولفت أكثر من مرة في مقابلته إلى أن ماضي الجنرال ينبئ باضطرابات ومشاكل وتوتر عند كل استحقاق وتظاهرات كلما تقرر تعيين موظف مسيحي جديد في الدولة. كذلك نبّه الحريري بطريقة غير مباشرة طبعاً إلى صعوبة التزام الجنرال بتعهداته. لكن سياق الحلقة، رغم كل هذه " التلطيشات"، لم يكن عدائياً ضد عون، ففرنجية عدّد للمرة الأولى أكثر من خمس حوادث جعلت العلاقة تبرد مع الوقت وتصل إلى حد "المشكلة الشخصية". وأبرز ما ذكره كان حادثتين: الأولى خلال الاجتماع التمهيدي لاجتماع التكتل الذي كان يضم الجنرال والوزير جبران باسيل والنائب هاغوب بقرادونيان والمير طلال أرسلان؛ يومها همّ أحدهم بمعاتبة الجنرال حول قضية ما، فشاهد فرنجية الجنرال يشير إلى باسيل بقول ما يريدون سماعه حتى ينتهي الحديث. والثانية حين عاد فرنجية من لقائه مع الحريري في باريس لتعزية العماد عون بوفاة شقيقه، وبادره بالقول إن ترشيحه يحظى بإجماع دولي ومحلي، لكنه يزوره ليؤكد أنه سيبقى معه ما دام هو مرشحاً، لكن يود سؤاله إن كان سيسميه هو (فرنجية) إذا قرر الانسحاب يوماً. فأجابه عون، وفق فرنجية دائماً: لا. إنت شاب وكل ماروني حقه يطمح، الله يوفقك.
نحن وحزب الله واحد، ولا مرة اختلفنا أو سنختلف، ولا مرة قالوا لنا الشيء وعكسه
وقال فرنجية: "اليوم بات الأمر يتعلق بكرامتي وليس بالأصوات. فنحن غير موجودين في المعادلة عندهم. يقولون إن حزب الله يسحبني، هذا الأسلوب الاستعلائي مرفوض وسنعارضه". واعتبر أن موقف البطريرك بشارة الراعي مبدئي، وهو يريد أي رئيس، مؤكداً أن العماد عون ميثاقي لكنه ليس الميثاق. وهو الأقوى عند المسيحيين، لكن غيره ليس نكرة. وأشار إلى أن حزب الله كان في وارد الطلب من العماد عون ربما أن يتنحى له في وقت ما، لكن حين تبنّى رئيس حزب القوات سمير جعجع ترشيح عون، بات الحزب ملزماً بالترشيح. وقال فرنجية إن عون وجعجع لم يربطا اسميهما يوماً بالاستقرار والأمان والازدهار، إنما بالحرب والإجرام (مستثنياً عون) والفوضى، رافضاً تسمية الوصاية السورية بالاحتلال، ولو في سياق ردّ على سؤال للزميل غانم، سائلاً عن سبب حل مجلس النواب عام ١٩٨٩ وشنّ حربين ما دام الجنرال يوافق الآن على تطبيق الطائف بحذافيره، مؤكداً محاولته طوال ١٥ عاماً لاسترجاع واحد بالمئة مما سبّب عون وجعجع تخسيره للمسيحيين. ومبالغاً كثيراً، قال فرنجية إن العدد الأكبر من تعديلات الطائف المتعلقة بالرئاسة الأولى كان هدفها الأول والأخير الحؤول دون تكرار ظاهرة ميشال عون.
ورداً على سؤال، نفى فرنجية احتمال اللقاء مع عون عند الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكداً أنه سيلتقي عون الاثنين المقبل في المجلس النيابي.
وعن الرئيس نبيه بري، قال فرنجية إنه "حليف وصديق تاريخي لم تشب علاقتنا شائبة، ما فعله معي كتير كبير". وتابع: "نحن تربينا على مبادئ سياسية لا شيء يغيرها، سواء رئاسة أو غيره، أخلاقنا نقطة ضعفنا". وفي ما يخص رئاسة الحكومة، قال فرنجية إنه قدم ضمانات للحريري من حزب الله، أما اليوم فالحزب يقول إنه "لا يمانع"، لكن هذا لا يعني أنه سيسمي الحريري، وامتناع الحزب والحركة عن تسمية الحريري يعني أن الميثاقية مفروضة، إلا إذا كان الجنرال سيفتي بأن الميثاقية ترتبط بشخصه وحده.
وتوقع فرنجية أن يكون العهد عهد تصعيد دائم وتوتير في حال فوز الجنرال، لأنه لا يعرف أحداً "غيّر عوايده في سنّ الـ٨٥". وتوجه إلى جمهوره بالقول: "نحن وحزب الله واحد، ولا مرة اختلفنا أو سنختلف، ولا مرة قالوا لنا الشيء وعكسه، موضوع السيد حسن استراتيجي عنا. ما خص شو سلفني وسلفته، السيد حسن سلفني سياسة واحتراماً، لكن الجنرال لا هذه ولا تلك".
واستغرب فرنجية كيف قامت القيامة بعيد تفاهمه مع الحريري بحجة التفريط بحقوق سياسية وتمثيلية، رغم عدم تقديمه أي تعهد بشأن قانون الانتخابات، بعكس العونيين اليوم، وتأكيده نيته زيارة دمشق ساعة يشاء بالتنسيق مع رئيس الحكومة طبعاً وزيارة المملكة أيضاً لشكرها على تأييدها له وتسهيل انتخابه رئيساً. لكن اليوم يقدم العونيون تنازلات جدية وكثيرة من دون أن يُنتقدوا من أحد. وختم بالقول إن المفاجآت ستكون سيدة الموقف في جلسة ٣١ تشرين الأول.