لم يمثل أمس المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي محمد كركي أمام قاضي التحقيق في بيروت فؤاد مراد للتحقيق معه في الدعوى الجزائية المرفوعة من المواطن بلال مهدي بتهمة الإهمال واستغلال النفوذ وهدر المال العام على خلفية عدم تطبيق قرار شراء أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية مباشرة بموجب الاتفاق مع وزارة الصحة الذي أبرم في 2008. عن كركي، حضر وكيل كركي، المحامي علي رحال، الذي استمهل لتقديم الدفوع الشكلية. مع المدعي، مهدي، حضرت المحامية سمانتا الحجار. في اتصال مع "الأخبار"، أوضحت الحجار أن مراد أرجأ الجلسة إلى تاريخ الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني المقبل، حيث ينتظر أن يقدم وكيل المدعى عليه الدفوع الشكلية. حينها تطلع الحجار عليها وتستمهل لإبداء الرأي فيها. في الجلسة الثالثة، يعرض مراد مطالعة النيابة العامة التمييزية في الدفوع المقدمة من الطرفين التي تحدد مصير القضية. إما أن يصدر قراراً بمنع المحاكمة عن كركي أو أن يشرع بجلسات استجوابه.وفق الشكوى، فإن كركي متهم بـ"الإهمال المتعمد الذي أدى إلى خسائر جسيمة في الأموال العمومية، وأضرار بالغة لحقت بالمضمونين، بسبب التأخر في تطبيق قرار شراء الصندوق أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية من الوكيل مباشرة بالاتفاق مع وزارة الصحة عام 2008، حينما حصل الصندوق على رخصة منها فتح صيدلية وفقاً للأصول وموافقتها على أن يشتري الصندوق الأدوية من الوكيل مباشرة، بموجب استدراج عروض غب الطلب. ما يؤدي بالصندوق إلى تحقيق كسب بمعدل 22 في المئة وحسم إضافي يجريه الوكيل على العرض بحدود 10 في المئة. وعليه، يدفع المريض من سعر الدواء فقط 5 في المئة، في مقابل 95 في المئة التي يتحملها.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس إدارة صندوق الضمان في جلسة عقدها في السادس من الشهر الجاري، أوصى بـ"تنفيذ قرار مجلس الإدارة الرقم 451 المتخذ في جلسة 10 كانون الثاني 2008 المقترن بمصادقة سلطة الوصاية بالقرار الرقم 1/46 بتاريخ 6 أيار 2008 المتعلق بالموافقة على نظام توزيع أدوية العلاج الكيماوي وبعض أدوية الأمراض المستعصية مباشرة من قبل الصندوق وملحقاته". في نص الشكوى التي قدمها مهدي، مستعرضاً مسار القرار من 2008 إلى اليوم، يقدر قيمة الأموال العامة المهدورة جراء عدم تطبيقه بحوالى مئة مليار ليرة لبنانية، علماً بأن إدارة الصندوق عينت عن طريق الخدمة المدنية أربعة صيدلانيين لهذه الغاية، لا يزالون في الخدمة ويتلقون رواتبهم من دون تأخير.