دمشق | يبدو أن قضية مسلسل «فوضى» (تأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير، وإخراج الليث حجو (الصورة)، وإنتاج «سما الفن») شارفت على الحلّ. بعدما قرّرت الشركة المنتجة تأجيل العمل من دون دفع مستحقات للفريق، قالت لنا مصادر من داخلها إنّ الشركة قد تدرج النص ضمن خطتها السنوية في العام المقبل، على أن يقبض يوسف ونصير خلال الأيام القليلة القادمة ثمن نصيبهما.
وكانت موجة إحتجاج إعلامية غاضبة انطلقت بذريعة الأسماء اللامعة لصنّاع المسلسل، وتاريخهم الفنّي الحافل بالنجاحات. لكن يبدو أن واقع النصّ كان مختلفاً عما روّج له بأنّ المسلسل سيكون مخلّص الدراما السورية. كتّاب ونقّاد فضّلوا عدم ذكر أسمائهم، كانوا قد حظيوا بقراءة حلقات المسلسل ورأوا أنّ «النص أدنى قيمة من غالبية أعمال الشريكين سامي ونصير السابقة، كونه يتعامل مع الأزمة في سوريا بسطحية، ويتوقّف عند المشكلة الخدماتية على أنها مادة جاهزة للدراما، رغم أنها مجرّد تفصيل ناتج عن أزمة معقدة. إذ لا يمكن خطف شخصيات مسكونة بهواجس ساذجة، وقذفها على الشاشة على أنها إختصار مكثّف للواقع. ما معنى أن نقرأ شخصية مشكلتها الوحيدة في الحياة الاستحمام عندما تحظى بالماء سينعدل مزاجها، والعكس صحيح؟». تلك إحدى أبرز شخصيات النصّ مثلاً، فيما تعوم بقية حكايته وشخوصه في الحلقات الست الأولى وسط الغياب الكلي للحدث المهم، أو الحبكة المصنوعة.
الحديث السابق لا يلغي أهمية المسلسل لما عرف عن الانجازات الفنية لمخرج «ضيعة ضايعة» ودخوله شريكاً في المشروع منذ اللحظة الأولى لكتابته. غالباً، فإنّ الحكاية أُعيدت صياغتها لأكثر من مرة، حتى تكون صالحة كمقترح ينطلق من فرضية عشوائيات دمشق التي قدّمت في «الانتظار» (2006 يوسف ونصير وحجو) بأسلوبية ساحرة، وبناء درامي متماسك حتى عند إعادة صياغة شخصية روبن هود العالمية بنسخة سورية. على أن يعاد إحياء فرضية «فوضى» من قلب أحياء دمشق، التي إفترض لها أن تكون واجهة العاصمة الحضارية، فحوصرت بعشوائية الحرب.
أما بالنسبة إلى المخرج الليث حجو، فسينسحب من العمل داخل سوريا نهائياً بحسب تصريحاته السابقة لنا، ومن المرجح أن يكون حاضراً في أحد أعمال الموسم القادم. كذلك سيبحث مجدداً عن شراكة طازجة مع كاتبه الكوميدي المفضّل ممدوح حمادة في عمل يحمل عنوان مبدئي «الجزيرة». على أمل توفير فرصة إنتاجية عربية عربية له ويتمّ تصويره في لبنان.