الأردن هو «الشغل الشاغل» للإدارة الأميركية، والخشية كبيرة جداً على استقراره الأمني. هذه هي أهم المداولات و«الهواجس» التي نقلها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، جوزيف دانفورد، إلى نظرائه في إسرائيل.
الجنرال الأميركي الذي وصل إلى فلسطين المحتلة للإعداد لزيارة الرئيس دونالد ترامب، التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه أفيغدور ليبرمان، إضافة إلى نظيره غادي إيزنكوت وكبار ضباط جيش الاحتلال.
ووفق ما أكّدت مصادر إسرائيلية مطّلعة في تل أبيب، وأيضاً دبلوماسيون غربيون في إسرائيل، في حديث مع الكاتب في صحيفة معاريف (وموقع «المونيتور» بالعبرية) بن كسبيت، فإن الموضوع الأكثر إلحاحاً لدى الأميركيين، كما تبين من محادثات دانفورد، هو المملكة الأردنية واستقرارها الأمني. ووفق الجنرال الأميركي، فإن المملكة واستقرارها ملفّ مهم جداً لبلاده، وتحديداً بما يرتبط بالمشاكل المتراكمة على حدودها من الشمال الشرقي، من جهة سوريا والعراق.

قال الإسرائيليون
إن وجود إيران
وحزب الله في الجولان
«ذريعة حرب»

وينقل التقرير أنّ الأحداث بالقرب من الحدود تقلق راحة المملكة وتُسهم في زعزعة الاستقرار فيها. كذلك إن الأردن الغارق باللاجئين السوريين، يجد صعوبة في مواجهة التحديات، وهو مهدد نتيجة لاستمرار المعارك بين «المتمردين» و«قوات المحور الشيعي». و«السيناريو المرعب هو انزلاق الحرب السورية إلى داخل المملكة، مع تطلع تنظيم (داعش) إلى الأراضي الأردنية كمناطق سيطرة جديدة، بعد طرده من سوريا والعراق».
أما من جهة إسرائيل، فيضيف التقرير أن تل أبيب تعرب عن قلق شبيه بالقلق السائد لدى واشنطن. وهي ترى في استقرار الأردن هدفاً استراتيجياً من الدرجة الأولى. كذلك تلعب إسرائيل دوراً مركزياً غير معلن في «لعبة القوى»، مع التقدير بأن دانفورد سيبذل الكثير من الجهد في خلال محادثاته في إسرائيل، حول هذه النقطة تحديداً.
ومن جهة محاوري دانفورد من المسؤولين الإسرائيليين، فقد أكّدوا أمامه ضرورة البحث في اليوم الذي يلي الحرب في سوريا، وعلى أن «إسرائيل تصرّ على رفض تغيير الوضع الراهن وميزان القوى في سوريا. كذلك فإنها لن تطلب من الأميركيين المساعدة والإقرار بأن المناطق المحظورة على الطيران (مناطق خفض التوتر في سوريا) لا تشمل سلاح الجو الإسرائيلي، الذي سيواصل هجماته على شحنات الأسلحة من سوريا إلى حزب الله»، كذلك فإن المحاورين الإسرائيليين شددوا أمام دانفورد على أن «وجود إيران وحزب الله في منطقة الجولان، هو ذريعة حرب».
ضرب «داعش» لا احتلال جنوب سوريا
تعليقاً على التقارير والصور الجوية المرتبطة بخطة اجتياح أميركية لجنوب سوريا، أشار التقرير إلى أن المسألة تتعلق بمناورة عسكرية كبيرة جداً، تحت اسم «الأسد المتأهب»، بدأت فاعلياتها في الأردن بمشاركة من عشرين دولة. ويلفت التقرير العبري إلى أن هذه المناورة تنفذ سنوياً، لكنها هذه المرة أثارت «اهتماماً وعصبية مفرطة» من جانب دمشق، التي تحدثت عن اجتياح عسكري بغطاء المناورة، لأراضٍ سورية. ويضيف التقرير: «إن الحديث يتعلق بعملية عسكرية، ليس اجتياحاً لمناطق سوريّة، من الممكن أن تُسهم في تحطيم قوات تنظيم (داعش)، وتحديداً في محيط مدينة درعا».