في إصداره الثاني «ثلاثة... أحدها زائد عن اللزوم» (دار لارماتان)، ينتقل رئيس قسم طب النفس في مستشفى «أوتيل ديو»، والأستاذ الجامعي في كلية الطب في «جامعة القديس يوسف»، البرفسور سامي ريشا (1969 ــ الصورة) إلى تجربة مختلفة، أدبية هذه المرة، بعيداً عن الدراسة العلمية. هكذا، راح يعبّر عن معاناة الأطفال المصابين بمتلازمة «داون»، عبر التركيز على أهمية دور الأهل في دعم أولادهم المصابين، وتكريس حياتهم لهم.
="" class="imagecache-250img" />
يسرد ريشا قصة الطفل «إريك» ووالده الذي كرّس نفسه لدعمه، بعدما تنتابه في البداية مشاعر متناقضة بين الكراهية والحب، وبين خيبة الأمل والتسليم بالأمر الواقع، وليصار في نهاية المطاف إلى تأقلمه مع حالة ابنه، والاقتناع بأنّه أصبح أباً لطفل مصاب بإعاقة. وينقل عبرها حالة نموذجية مكوّنة من حصيلة مجموعة حالات، قائلاً: «لقد تابعت الكثير من الحالات ويمكنني أن أكتب دراسة أو بحثاً علمياً (..) لكنني أردت أن أضع الخلاصات التي توصلت إليها في قالب أدبي روائي». ويركّز الكتاب أيضاً على دور العاطفة الإنسانية «التي لا يمكن أن تعكسها دراسة طبية، بل تتجلى في الرواية والأسلوب الأدبي». تدور القصة حول حياة «إريك» في خطواته الأولى وسنوات دراسته، وصولاً إلى تقدّمه في السن، وتواكب تفاصيل تعاطيه مع الأماكن والظروف. فضلاً عن علاقة الأب به، والذي يدقق في «أبسط حركات» ابنه ليستحصل على «الزخم اللامحدود» ويستلهم من طاقته العالية.