كما كان متوقعاً، لم يجد مسلسل مثل «مذكرات عشيقة سابقة» (تأليف نور الشيشكلي، وإخراج هشام شربتجي، عرضته osn) أي صدى يُذكر، لأسباب عدّة ربّما أوّلها اسمه الذي يحيلنا مباشرة نحو روايات «عبير»، وصولاً إلى منجز كاتبته السابق الموسوم بالرداءة.
لكن نقّاد الفايسبوك ورؤيتهم التي تصاغ وفقاً لانتماءات ضيقة، ورؤى تجميعية، تمشي في طريق وعرة، مرّت على العمل ربما بذريعة ممثلاته النجمات كاريس بشار ونيكول سابا وشكران مرتجى وغيرهن.. على أية حال، أنهى المخرج المخضرم تجربته بدون رضى عن سوية ما أنجزه، وشن حرباً كلامية علنية بسبب الطريقة التي تعاملت بها معه شركة «مارس ميديا برودكشن» الجديدة التي يديرها السيناريست السوري مازن طه، ويملكها كل من خليل نقولا وأيهم ناصيف. لكن الأهم أنّه قال أكثر من مرّة إنّه لم يقبض «سوى نصف أجره».
قبل مدّة، خرج النجم محمد حداقي (الصورة) الذي يشارك في العمل عن صمته وطالب الشركة بإيفاء ديونها، لافتاً إلى إمكانية رفع دعوى قضائية وتقديم شكاوى في النقابات الفنية بين سوريا ولبنان، من قبل العاملين في المسلسل والذين لم يحصّلوا كامل أجورهم. لكن على جناح السرعة، تدخّل طه ليحل النزاع، ويتعهّد بإيفاء الديون خلال فترة وجيزة، حسب ما أوضح حداقي مرّة ثانية على صفحته على فايسبوك. يومها، قال مدير إنتاج المسلسل حمادة جمال الدين لـ «الأخبار»: «المستحق من دفعات لا يتجاوز 150 ألف دولار أميركي، وهو مبلغ بسيط قياساً لكلفة المسلسل التي تجاوزت مليوني دولار أميركي، وستتم تصفية هذه الأرقام فور وصول الدفعات من المحطة التي اشترت حقوق عرض المسلسل» (الأخبار 12/6/2017). لكن كلام جمال الدين وتعهدات طه، لم تكن سوى تسويفات توضع في مصاف سلوك الشركة المجافية للمهنية، وأخلاقيات العمل الفني، كما لا يمكن تصديق الأرقام التي أدلى بها مدير الإنتاج، خصوصاً أنه يتحمّل مسؤولية أي هدر في الميزانية تضع المنتج حديث العهد في مأزق. وقد مرّت شهور طويلة على تلك الوعود من دون أن تسدّد ليرة واحدة لأصحابها. أمس الخميس، عاد حداقي مجدداً للحديث العلني عن الموضوع نفسه، إذ كتب على الموقع الأزرق أن المعاناة لا تزال قائمة مع أصحاب العمل، وأن المبالغ التي قد تُعتبر صغيرة بالنسبة لأي منتج، ربّما تكون حلاً لمشاكل كبيرة بالنسبة لأشخاص كثر عملوا في المسلسل! غير أنّ الممثل السوري عاد وحذف ما كتبه من دون سبب واضح. علماً بأنّ المخرج هشام شربتجي أعاد قبل أيام على مسامعنا شكواه من عدم دفع المستحقات المالية، متسائلاً عن الطريقة التي يمكن أن تلزم هؤلاء بالحد الأدنى من القوانين، لا سيّما أنه يعرف أنّ الدفعات المخصّصة للمسلسل كانت تصل في وقتها أثناء التصوير من المموّل الحقيقي، وهو والد أحد المنتجين الشباب، لكن مع ذلك لم يحصّل العالمون أجورهم حتى الآن!