عند إحصاء المسلسلات المؤثرة في السنوات الثلاثين الأخيرة، لا بدّ من التوقف عند مسلسل «ليالي الحلمية» (تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبد الحافظ) الذي صوّر التاريخ المصري الحديث من عصر الملك فاروق وحتى مطلع التسعينات. لم يكن العمل المصري وحده الأكثر شهرة على الاطلاق، بل إن التتر الذي يزيّنه لا يزال «يرنّ» في أذن المستمع.
كيف يمكن لتتر أن يتحوّل إلى جوهرة ترتفع سعرها مع الوقت؟. هكذا هي حال مقدّمة «ليالي الحلمية» التي قدّمها محمد الحلو بصوته العذب قبل أكثر من 30 عاماً. رغم «الحرب الاعلامية» التي اشتعلت ضد النجم المصري وأدّت إلى تغييبه عن المقابلات التلفزيونية والاعلامية، وإلقاء الضوء على فنانين آخرين، إلا أنه كسر الحاجز أخيراً. أطلّ الحلو قبل أيام في برنامج «طرب مع مروان» الذي يقدّمه مروان خوري على قناة «العربي». إكتملت إطلالة الحلو عندما وقف إلى جانب النجمة السورية أمل عرفة. الفنانة تعتبر من النجمات اللواتي يجمعن الصوت الجميل والتمثيل الناجح، وهو أمر نادر ما يحصل في عالم الفنّ. وقفت أمل إلى جانب محمد على المسرح، وغنّت بكل حبّ تتر مسلسل «ليالي الحلمية». تلك الاغنية أظهرت الانسجام الذي جمع الثنائي بطريقة جميلة. «دويتو» قديم جديد كان بطلاه ثنائياً أعادانا إلى الفنّ الجميل. قدمّ الفنانان لوحة غنائية يمكن الاستماع إليها طوال النهار من دون ملل. بدل التلوث السمعي الذي نتعرّض له جراء الاغاني الهابطة، جاءت إطلالة النجم المصري والسورية لتكون أشبه ببلسم. الحلو لم يتغيّر صوته أبداً كأنه سحب التتر من جيبه ليُؤكّد للمشاهد أنه فنان حقيقي وليس لفترة زمنية قصيرة. أمسك محمد وأمل المستمع وقالا معاً «وبكرة تفرج مهما ضاقت علينا».