الكويت | بعد أسبوع عاصف بالجدال والمناكفات في شأن تداعيات قرار المحكمة الدستورية بحلّ مجلس الأمة وعودة سلفه، الذي انتخب في 2009، عادت المعارضة الكويتية، التي تشكل الغالبية في برلمان 2012، لتحسم أمرها، خلال اجتماع عقد في وقت متأخر مساء الأول من أمس في ديوان رئيس المجلس المنحلّ أحمد السعدون، باعتبار قرار المحكمة منعدماً، معلنةً عزمها على اللجوء إلى الشارع اليوم، في تظاهرة «ساحة الإرادة».
وأصدرت المعارضة، عقب الاجتماع، بياناً رأت فيه أن «المحكمة الدستورية تجاوزت صلاحياتها القانونية، وأعطت لنفسها اختصاصاً أعلى من اختصاص رئيس الدولة، وهو منعدم من الناحية القانونية، ويشكّل تعدياً على اختصاص السلطتين التنفيذية والتشريعية وإرادة الأمة».
وأوضحت أن المحكمة الدستورية «تجاوزت حدود ولايتها وتدخلت في العمل السياسي فمنحت نفسها سلطة تعلو على سلطة رئيس الدولة وسلطة مجلس الأمة بأن قرّرت لنفسها الحق في مباشرة اختصاص محجوز للسلطة التنفيذية، هو حلّ مجلس الأمة الذي يُعَدّ من الأعمال السياسية التي تصدر عن السلطة التنفيذية بوصفها سلطة حكم لا إدارة».
وأضاف البيان، الذي وقعه 35 نائباً في مجلس 2012 (من أصل 50)، أن الحكم الصادر عن المحكمة الدستورية في شأن إبطال الانتخابات «أهدر إرادة الأمة في اختيار من يمثلها في البرلمان بسبب ما عدّته المحكمة خللاً إجرائياً في المرسوم الصادر بحلّ مجلس الأمة، وهو ما يتعارض مع نصوص الدستور التي جعلت الأمة مصدر السلطات جميعها، ما لا يجوز معه إهدار إرادة الأمة تحت ذريعة وجود خطأ إجرائي، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه للعبث بإرادة الأمة».
ورأى المجتمعون أن «تشكيل المحكمة الدستورية التي أصدرت الحكم الأخير يعد باطلاً وبما يؤدي إلى انعدام جميع أحكامها، لأسباب عدة من أهمها مخالفة التشكيل لموجبات قانون إنشاء المحكمة الدستورية في أكثر من موضع». ووجه البيان «رسالة صريحة إلى أصحاب النفوذ والمصالح وإلى من بيدهم السلطة بوجوب وقف العبث الجاري في النظام الدستوري وبوحدة الشعب واستقراره»، مضيفاً: «ونحمّلهم المسؤولية الكاملة عما يحدث من جراء ذلك العبث». وتابع: «إننا لا نجد في ظل هذه الظروف سوى دعوة الشعب الكويتي إلى التعبير عن رفضه لهذه الممارسات والنهوض بمسؤولياته الوطنية ودفاعاً عن حقوقه ومكتسباته الدستورية».
بدوره، أكد السعدون أن «الغالبية مستمرة في الدفاع عن الدستور وعن إعادة الأمور إلى نصابها»، داعياً الشعب الكويتي إلى المشاركة بكثافة في التجمع الذي سيقام في «ساحة الإرادة» وسط الكويت العاصمة اليوم.
وفي تصريح لافت، رأى السعدون أن فوز مرشح الإخوان المسلمين في مصر محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية هو استمرار للربيع العربي، مشيراً إلى أن كل المحاولات التي قام بها «بعض الأنظمة الخليجية» باءت بالفشل في التأثير السلبي على نتائج هذه الانتخابات.
في موازاة تصعيد المعارضة، لجأت الحكومة الكويتية إلى تقديم استقالتها، وذلك «حرصاً على تنفيذ حكم المحكمة الدستورية»، الذي من المفترض أن يتمّ من قبل حكومة مشكلة بشكل سليم، علماً بأن هذه الحكومة كانت قد أدت اليمين أمام مجلس الأمة المنحلّ بحكم المحكمة.
وفي تطور من شأنه أن يفتح أزمة موازية في الكويت، انتقد النائب الإسلامي وليد الطبطبائي زيارة زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، للكويت «في الوقت الذي لا تزال يداه ملطختين بدماء أبناء الشعب السوري»، على حدّ تعبيره، مضيفاً: «أقول لمن دعاه أو سمح له بالزيارة: كفى إهانة للشعب».
كذلك، أعلن النائب فلاح الصواغ أن «أهل الكويت الشرفاء يستنكرون زيارة مقتدى الصدر، الملطخة يداه بدماء الشعب السوري»، فيما رأى النائب مطيع العازمي استقبال الصدر في الكويت «أمراً مرفوضاً ومستنكراً تماماً»، مضيفاً: «هذا الذي سبّ وشتم (الكويت) سابقاً، ويدعم النظام الدموي، لا بد أن يُطرد من بلادنا». وأجرى الصدر، أمس، زيارة للكويت، حيث أجرى محادثات مع أمير البلاد صباح الأحمد الصباح.