بدعة المداورة في رابطة «اللبنانية»
فاتن الحاج
سيختار المندوبون المسلمون رئيس الهيئة التنفيذية المسلم، وسيختار المسيحيون رئيس مجلس المندوبين المسيحي هذه المرة في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية التي يتوقع أن تتألف، الأسبوع المقبل، بتسوية توافقية. هذه هي نتائج «التبادل الطائفي» أو بدعة المداورة التي اخترعتها القوى السياسية منذ 3 دورات انتخابية، جاعلة العمل النقابي في الجامعة رهن المحاصصات الطائفية، بل المذهبية.
مرة جديدة، يأتي التذرّع بالوضع السياسي المأزوم في البلد «شحمة على فطيرة» لنسف اللعبة الديموقراطية وقتل الروح الحماسية للانتخابات. فالقوى السياسية المسيحية اتفقت في الفروع الثانية على شخص رئيس مجلس المندوبين، وإن كانت لا تريد أن تسميه الآن، لكنها ستثبت الاتفاق في اجتماع تعقده الخميس المقبل، كما يقول لـ«الأخبار» د. أنطونيو خوري (حزب الكتائب). يبدو متفائلاً بشأن إرساء سلة توافقية واحدة: رئيس الهيئة التنفيذية (مسلم)، رئيس مجلس المندوبين (مسيحي)، أمين سر مجلس المندوبين (مسيحي)، على أن تتوزع مقاعد الهيئة الـ 15 كالآتي: 6 للمسيحيين و9 للمسلمين (4 سنّة، 4 شيعة وواحد درزي). لا ينسى خوري المستقلين، مشيراً إلى أنّ «المسيحيين حسموا أمرهم عبر تقسيم ممثليهم الستة بين 3 مستقلين و3 حزبيين».
على المستوى المسلم، بدأ جسّ النبض بين القوى الفاعلة، ولا سيما حركة أمل وتيار المستقبل، وقد عقد أول من أمس لقاء بين الطرفين لبحث هوية رئيس الهيئة التنفيذية. وقد بدا المسؤول المركزي التربوي في الحركة د. حسن زين الدين متمسكاً بأن يكون الرئيس شيعياً، وهو «أمر اتفقنا عليه في المرة الأولى عندما توافقنا على المداورة. يومها كان الرئيس سنياً، وفي الدورة الثانية كان مسيحياً، واليوم جاء دور الشيعة». ماذا لو لم يقبل الآخرون ذلك؟ يجيب: «فلتأخذ اللعبة الديموقراطية مجراها».
«ليس لدى تيار المستقبل أي مشكلة بخوض معركة على البرنامج الإصلاحي للجامعة»، يقول مسؤول قطاع التربية والتعليم د. نزيه خياط. يبدو مرتاحاً لوضع التيار؛ «فلدينا 46 مندوباً و5 مؤيدين، لكن ما نسعى إليه هو تجنيب الرابطة الانتخابات، نظراً إلى الظروف الدقيقة للبلد ونزكي ترشيح د. حميد الحكم لرئاسة الهيئة؛ فهو شخصية نقابية توافقية مستقلة غير حزبية، والأوفر حظاً؛ فهناك 24 مندوباً في الشمال يزكونه أيضاً». ويقترح الصيغة نفسها التي اعتمدت في دورة (2008 ــ2010) بالنسبة إلى توزيع القوى، أي حين كان الحكم رئيساً للهيئة التنفيذية.
لا يتردد الرجل في القول إنّ الوضع لا يحتمل تسلم «الشيعة» لرئاسة الهيئة؛ فلديهم رئاسة رابطة أساتذة التعليم المهني الرسمي ورئاسة صندوق التعاضد لأساتذة الجامعة، ورئاسة رابطة التعليم الأساسي الرسمي.

نساء يعتصمن ضد تشويه حمايتهن من العنف

اعتصمت عشرات النساء، أمس، أمام مجلس النواب، رفضاً للتشويه الذي ألحقته اللجنة النيابية الفرعية الموكلة إليها دراسة مشروع القانون الخاص بحماية النساء من العنف الأسري. المعتصمات تسللن، على غير عادة، إلى داخل الساحة ونظمن اعتصامهن، بغفلة من أمن المجلس وعناصر الجيش والمخابرات المنتشرين هناك. أما التشويه الذي ألحق بالمشروع فجرى، بحسب المعتصمات، على 3 صعد رئيسية، منها أنّ القانون لم يعد خاصاً لحماية النساء من العنف الأسري، بل أصبح لكل أفراد الأسرة، والتشويه الثاني هو عدم تجريم «إكراه الزوجة على الجماع»، بل تجريم التهديد والضرب والإيذاء، فضلاً عن إبقاء المادة 26 من مشروع القانون.

كتاب إلى سليمان: لا تنسَ جورج عبد الله

وجهت «الحملة الدولية لإطلاق سراح الأسير جورج عبد الله» في لبنان كتاباً مفتوحاً إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، طالبته فيه بإدراج قضية الأسير اللبناني في لقاءاته مع المسؤولين الفرنسيين. وذكّرت الحملة «الرئيس» بأنّ عبد الله أقدم سجين سياسي في فرنسا، ويتعرض باعتراف مسؤولين أمنيين وسياسيين فرنسيين لانتقام الدولة الفرنسية التي «فبركت» ملف محاكمته.
ولفتت الحملة إلى أنّ «بلديات فرنسية منحت عبد الله صفة «مواطن شرف» في مدنها، وتدخل نواب فرنسيون بالضغط على الإدارة الفرنسية للإفراج عنه، وطالب مسؤولون سياسيون مثل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومثقفون وصحافيون بالحرية له، فضلاً عن حراك شعبي ينشط للغرض ذاته، وهم يتوقعون منكم ممارسة دوركم في الدفاع عن حقوق مواطنكم الأسير».