أن تكون روسيا، في ظلّ احتدام مواجهتها الاستراتيجية مع حلف «الناتو» في أوكرانيا، وجهة السفر الأولى للرئيس الصيني، شي جين بينغ، بعد إعادة انتخابه، هو أمر بالغ الدلالة. هذه الزيارة التاسعة لموسكو للرئيس الصيني، تهدف، وفقاً للمقال الذي نشره في صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية، إلى «تنمية الشراكة الاستراتيجية الكاملة بين الصين وروسيا، عبر تبنّي رؤية جديدة ومشروع جديد وإجراءات جديدة لبلوغ هذه الغاية». هي كانت أيضاً مناسبة لعرض مبادرة السلام الصينية لحلّ النزاع في أوكرانيا على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي رحّب بها. لكن توقيت خطوة شي بذاته، كما أسلفنا، يكتسب أهمّية خاصة. هو لا يسعى، كما ذهبت أجهزة الدعاية الإعلامية الغربية إلى «كسْر عزلة روسيا ورئيسها، بعد إدانة الأخير بارتكاب جرائم حرب من قِبل المحكمة الجنائية الدولية»، أو اتّهامه بجرائم ضدّ الإنسانية من قِبل مسؤولين أميركيين مِن مِثل كامالا هاريس وأنتوني بلينكن.