strong>محمد بدير
أولمرت يؤكّد النيات التفاوضية للأسد... لكن «مع بوش لا إسرائيل»

بقيت المفاوضات السورية ـــــ الإسرائيلية المحتملة موضع اهتمام كل الأوساط الإسرائيلية، حيث برزت إشارات متضاربة عن هذا الملف تراوحت بين الحديث عن حصول دفء فيه، ووجود عقبات تحول دون حصول أي تقدم، فيما بقي شبح المواجهة والتصعيد بين سوريا وإسرائيل حاضراً في خضم هذا النقاش.
وذكرت صحيفة «معاريف» أنه توافرت لديها معلومات تفيد أن هناك تقدماً ودفئاً بين إسرائيل وسوريا. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية ودبلوماسية مطّلعة على الاتصالات، أن المفاوضات السرية بين إسرائيل وسوريا «ارتقت درجة» وأنها تجاوزت مرحلة جس النبض، وأن الرقابة العسكرية لا تسمح بنشر تفاصيل إضافية عن هذا الموضوع.
وقدّرت الصحيفة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت يرغب في تجربة المسار السوري، ناقلةً عن مصادر سياسية إدراجها الزيارة السرية التي قام بها أول من أمس الى الأردن، حيث التقى الملك عبد الله الثاني، ضمن خانة إجراء محادثات تتعلق بالمفاوضات المتقدمة بين إسرائيل وسوريا. وأشارت «معاريف» إلى رفض مكتب أولمرت التطرق إلى أي تفصيل من التفاصيل التي نشرت في هذا الخبر.
وإذ أكدت الصحيفة أنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت الاتصالات بين إسرائيل وسوريا ستنضج لإجراء مفاوضات علنية أو لاتفاق سلام، إلّا أنها أشارت إلى أنه من بين ما يتحدث عنه الطرفان، برنامج المفاوضات وأيضاً الأفكار الخلّاقة، مثل استئجار هضبة الجولان من سوريا لفترة طويلة.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة «هآرتس» أمس أن أولمرت اجتمع أول من أمس مع سفراء الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل وأن الموضوع المركزي الذي تناوله المجتمعون كان سوريا ومسألة المفاوضات بين تل أبيب ودمشق.
ونقلت الصحيفة عن أولمرت قوله خلال الاجتماع إن «سوريا لا تريد حرباً وإسرائيل لا تريد حرباً». لكنه أضاف «لكن هذا لا يعني أن الوضع العكسي هو المفاوضات». وتابع أن الرئيس السوري بشار «الأسد يقول إنه يريد مفاوضات، لكن فعلياً فإنه يقصد مفاوضات مع الولايات المتحدة و(الرئيس الأميركي جورج) بوش لا مع إسرائيل».
وعندما أبدى أحد السفراء الأوروبيين ملاحظة تفيد أن إسرائيل تعارض أن تضع سوريا شروطاً مسبّقة للمفاوضات فيما تل أبيب تفعل ذلك أمام الفلسطينيين مثل رفضها حقّ العودة للاجئين الفلسطينيين، ردّ أولمرت قائلاً «ثمة فرق بين شروط مسبّقة ومواقف مسبّقة، ونحن نقول للفلسطينيين ما هو موقفنا في قضية حق العودة لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن طرح الموضوع في المفاوضات. والسوريون، من جهتهم، يريدون حسم قضايا بأكملها قبل المفاوضات».
كما نقلت «هآرتس» عن مصادر في مكتب أولمرت قولها إن «الرئيس الأسد يعرف أن إسرائيل تقترح عليه إجراء مفاوضات مباشرة وبرأينا يجدر أن تكون سرية».
إلى ذلك، أعرب الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء احتياط اهرون زئيفي فركش، عن اعتقاده بإمكان التوصل الى اتفاق مع سوريا. وقال فركش، في مؤتمر عُقد أول من أمس تحت عنوان «المنتدى الفكري لأمن كديما» لمناسبة مرور عام على حرب لبنان الثانية، إنه متفائل باحتمال حصول تطور إيجابي على المسار السوري. وأضاف «يمكن التوصل الى تسوية مع سوريا، إذا أُعطي الأسد اقتراحاً جذّاباً للخروج من محور الشر».
ورأى فركش أن إمكان حصول اتفاق كهذا يثير قلقاً شديداً لدى سوريا وحزب الله. وقال «يتعيّن احترام القناة الدبلوماسية السرية».
وفي موضوع الحرب، أشار فركش إلى أنه ليس هناك مؤشرات تدل على نية سوريا المبادرة بشن حرب، لكنه رأى، في المقابل، أنه من المحتمل أن تنجرّ سوريا إلى صراع عنيف نتيجة حصول تدهور وتصعيد للأوضاع في المنطقة.
وشدّد فركش على أن سوريا تمثّل مفتاحاً لكل ما يحصل في لبنان خصوصاً وفي المنطقة عموماً، مشيراً إلى أنه «لو كان الأسد يريد إعادة الجنود الأسرى، بمن فيهم (الجندي الأسير في غزة جلعاد) شاليط، لحصل هذا الأمر خلال أيام». وأضاف فركش «ليس لدى حزب الله في لبنان أي طريقة للتزود بالسلاح سوى عبر المحور الجوي من سوريا الى لبنان».
وفي ما يتعلق بالتأثير السوري على الحلبة الفلسطينية وعلى الوضع في العراق، قال فركش إن «دمشق لاعب رئيسي في تحقيق التسوية مع الفلسطينيين، وهي تمثّل لاعباً رئيسياً في كل تسوية سيحرزها الأميركيون في العراق، في ضوء حقيقة أنها الدولة التي منها يتدفق المقاتلون والوسائل القتالية إلى العراق».