وتعليقاً على العقوبات الأميركية، يقول القيادي في «كتائب سيد الشهداء»، علي العتابي، في تصريح إلى «الأخبار»، إن «هذه العقوبات فقط إعلامية؛ لأنها لم تؤثر أبداً على عمل المقاومة. والذين فُرضت عليهم عقوبات ليست لديهم أموال في المصارف الأميركية أو الأجنبية». ويضيف أن «الاحتلال الأميركي عجز عن مواجهتنا عسكرياً، فقام بالعقوبات وغيرها من الوسائل التي يحاول بها ثنينا عن مهاجمته، لكن هيهات أن نتوقف عن طرده من أراضينا ونصرة غزة وتحرير القدس من الكيان الإسرائيلي الغاصب». ويؤكد أن «جاهزيتنا للمقاومة في أوجها، ولدينا السلاح والروح الجهادية التي قد تذيق أميركا الخسارة، فنحن تعرّضنا لهذه العقوبات منذ وقت طويل، لكن لا نكترث لها لأنها فقاعة أميركية فقط».
ليست الفصائل وحدها من تتعرّض للعقوبات وإنما العراق بأكمله من خلال التأثير على سعر صرف الدولار
من جهته، يعتقد القيادي في «الحشد الشعبي»، عباس الزاملي، أن «فرض العقوبات على قياديين في أهم حركتين مقاومتين، وهما كتائب حزب الله وسيد الشهداء، يعكس اعتراف أميركا بقوتهما وتأثيرهما، واعترافها بهوانها وضعفها من خلال لجوئها إلى العقوبات التي ليس لها أثر يُذكر على المجاهدين». ويؤكد، لـ«الأخبار»، أن «أميركا تضغط على الحكومة العراقية، لردع الفصائل، بسبب هجماتها المكثّفة ضدها، لكنّ الحكومة نفسها تدرك تماماً حجم الخطر الأميركي على العراق وأمنه، وتدرك أهمية المقاومة لمجابهة الاحتلال». ويشير إلى أن «الجمهورية الإسلامية في إيران تعرّضت لشتى أنواع العقوبات من أميركا، لكنها بقيت صامدة، وهي معتمدة على قوتها وسلاحها وإيمانها بمشروعها الحق ضد المعسكر الغربي. وكذلك فصائل المقاومة لا تخاف من العقوبات، ولا حتى من الهجمات الأميركية في حال حدوثها، لكن كما يبدو هناك مشروع أميركي توسّعي في المنطقة ولا سيما بعد أحداث غزة».
أما الباحث السياسي، صفاء خليف، فيلفت إلى أنه «ليست الفصائل وحدها من تتعرّض لعقوبات من قبل الولايات المتحدة، وإنما العراق بأكمله من خلال التأثير على سعر صرف الدولار، وتحكّم الاحتياط الفيدرالي بمقدّرات البلاد النقدية. وهذا حصار شامل». ويرى أنه «من غير الممكن الجزم بأن العقوبات غير مؤثّرة، لكن في الوقت نفسه لم تنهِ مشروع المقاومة العراقية، وبكل تأكيد ستزيد من كره الفصائل للأميركيين». ويوضح أن غالبية الشخصيات التابعة للفصائل، هي في طبيعة الحال لديها حذر مسبق، من خلال عدم إيداع أموالها في بنوك تطاولها اليد الأميركية. ويرجّح خليف أن «تكون هناك عقوبات أميركية مستقبلية شديدة على الفصائل المسلحة، وربما سيُعلن عنها كلما زادت أو استمرت الهجمات على مصالح واشنطن في المنطقة العربية، وهذا قد يؤشر إلى أن واشنطن زهدت في الرد العسكري، وأوجدت العقوبات سلاحاً آخر بديلاً تتعامل به ضد إيران وحلفائها». وفي ما يتعلق بالضغط الأميركي على الحكومة، يعتبر المحلل السياسي أن «السوداني هو في حرج وضغط دائميْن، لإيجاد توازن بين هجمات الفصائل والوجود الأميركي، وبالتالي الضغط الأميركي بات أكبر من قبل لتقليم أظّفار الفصائل، لكن هذا صعب جداً».