تبدو صورة المرحلة الراهنة واضحة، من منظار الرئيس السوري بشار الأسد. هذا ما تعكسه شخصية سورية ستكون لها حقيبة مميزة داخل الحكومة الجديدة. بحسب هذه الشخصية، يرى الأسد أن الأزمة لا تزال في مرحلة الكباش الدولي، مع ملاحظة الضعف الأميركي والإصرار الروسي على مواقفه الثابتة والداعمة للسيادة السورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. بناءً على هذا الأمر، يرى الأسد أنه على المستوى الدولي، لا يبدو أن الأزمة السورية ستحقق اختراقاً باتجاه انفراجها، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
واستتباعاً، يمكن التوقع بثقة، أنه ضمن مواصفات المناخ الدولي الآنفة هذه، لا يبدو أن الرهان على نتائج هامة يخرج بها مؤتمر مجموعة الاتصال الدولي، في محله. وبحسب أجواء هذه الشخصية، التي كان لها قبل أيام لقاء بالرئيس الأسد، فإن الصيغة الحكومية الأشد حظاً في استقرار الرأي عليها، ستتشكل من بعثيين ومستقلين ووزيرين اثنين أو ثلاثة من معارضة الداخل، وتحديداً من الجبهة الشعبية للتغيير.
أما المميز في هذه الصيغة الحكومية، التي تظل هناك إمكانية للتراجع عنها بفعل زحمة المتغيرات الداخلية والخارجية إذا أملي على القيادة السورية إجراء تعديلات دراماتيكية مفاجئة عليها، فيتمثل بالآتي:
استحداث حقيبة وزير شؤون المصالحة الوطنية، التي ستُسند إلى النائب علي حيدر (رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي)، ومهمتها تشكيل مرجعية على مستوى متابعة مبادرات المصالحات الوطنية بين البيئات الأهلية التي أصابتها الأحداث الأخيرة بنوائب الفتنة. وسيكون لهذه الوزارة صلاحيات فعلية تمكّنها من تهيئة الأجواء الميدانية والسياسية، عبر مبادرات إعادة الإعمار والإغاثة والمصالحات بين المناطق وإطلاق الموقوفين الذين لم تلوث أيديهم بالدماء.
كل هذه المهمات، وفق مهمة هذه الوزارة، تندرج ضمن هدف المصالحات الوطنية، والتحضيرات السياسية الممهدة لإنتاج الحل السياسي التاريخي للأزمة، حينما تنضج لحظتها السياسية. وهو أمر لا يزال دون الوصول إليه موانع على صلة بتعقيدات الظرفين الدولي والداخلي اللذين يكتنفان الأزمة السورية.
الأمر الجديد الثاني في الحكومة العتيدة يتمثل بإسناد منصب نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية لقدري جميل. وتعيينه في هذا المنصب لا تقتصر إيحاءاته على إشراك معارضة الداخل في الحكومة الجديدة، بل تتعدى ذلك إلى توجه لدى النظام للحفاظ على القطاع العام وإبراز الحرص على خيار دعمه في مواجهة مظاهر الرأسمالية الاحتكارية التي نفذت بعض رموزها خلال السنوات الأخيرة إلى داخل قطاعات مختلفة من الاقتصاد السوري.
ومعروف أن جميل هو أحد رموز التيار الشيوعي السوري، ويؤمن بمعالجات اقتصادية تنتمي إلى مدرسة مناهضة الاحتكار والرأسمالية المتوحشة.
ثمة تغييرات متوقعة أيضاً على نطاق واسع، كاستبدال وزير الداخلية وليد المعلم بوكيل وزارة الخارجية الحالي فيصل المقداد، فيما سيصبح المعلم نائباً لرئيس الجمهورية. وستحتفل الحكومة بتغييرات بنسبة غير قليلة، لمصلحة وجوه جديدة من المستقلين بخاصة.
لكن بحسب المعلومات، يظل من المهم التأكيد أن هذه الحكومة ليست حكومة بداية إنهاء الأزمة، بقدر ما هي حكومة مواكبة الأزمة من موقع الإسهام في تهيئة مناخات الحل النهائي، الذي يبدو أن دمشق مقتنعة بأن الوصول إليه يحتّم السير في وقت واحد على طريقين: الأول، تحسين الوضع الأمني عبر التعامل الحاسم مع المجموعات المسلحة، والثاني تهيئة مناخات الحل النهائية عبر مبادرات اجتماعية واقتصادية وتصالحية كتلك التي ستُسند إلى وزارة شؤون المصالحة الوطنية المقترحة التي تلقى، كفكرة، حماسة الرئيس السوري.
إلى ذلك، يستمر الحذر بخصوص ألا تغتال تطورات سياسية أو دولية أو أمنية مفاجئة إمكانية تظهير الصيغة الحكومية المُشار إليها آنفاً، وذلك لمصلحة صيغة حكومية لا توحي بأي ملامح جديدة، بحيث يقتصر التمثيل فيها على إبراز معنى واحد، هو تصريف أعمال الوقت السياسي الدولي الضائع الناتج أساساً من مجريات الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتواكب أيضاً مشروع الحسم العسكري الذي أصبح له أولوية في هذه المرحلة من وجهة نظر النظام الذي يشعر بأن المؤامرة الخارجية تستقوي في نقاشاتها عن الأزمة السورية في المحافل الدولية، بتعبيرات عسكرية تابعة لها تعمل داخل سوريا.
6 تعليق
التعليقات
-
اعتراضان شاء الله يكون الخبر ماله أكيد ويكون الاسمين المذكورين بالضبط النائبين قدري جميل وعلي حيدر ليسوا ضمن أي تشكيلة وزارية لسبب بسيط: ضد مبدأ الديمقراطية.. فهم من الأقلية المعارضة وليسوا من الأكثرية الديمقراطية في مجلس الشعب. ثانياً: أفشل الوزارات هي وزارات الوحدة الوطنية ووزارات المصالحة الوطنية وما شابه. أنجح وزارات هي وزارات الأكثرية بالصلاحية المطلقة وهي التي تستطيع أن تنجز على الأرض بدون معوقات. وفي لبنان أكثر العبر.
-
الى الوراء سربغض النظر عن المعالجة الغبية للحكومة السورية للأزمة الراهنة و التعامي عن وجود مشكلة حقيقية في الداخل السوري و رفض الانفتاح على أي تغيير حقيقي في النهج المتبع و رفض محاسبة أي من رؤوس الفساد فإن إعادة طرح شعارات الشيوعية و الاشتراكية في هذا الوقت بالذات هو ضرب من الجنون و الانتحار الجماعي و تعيين شخصية مكروهة من جميع السوريين بهذا المنصب هو مغامرة غير محسوبة العواقب على المستقبل الاقتصادي لهذا الوطن فماذا سيقدم شيوعي متطرف للاقتصاد الوطني سوى المزيد من الانكماش و الانغلاق و احتكار الدولة و إضعاف البنية التحتية للقطاع الخاص الناشئ في هذا الوطن.
-
المتتبع للشأن السوري والذيالمتتبع للشأن السوري والذي يجب عليه الحيادية والموضوعية يرى بوضوح ان الحكومة السورية تنفذ وبكل ما اوتيت من قوة كل الاجراءات التي تكفل الاصلاح والتغيير السلمي الشامل للمواطن السوري .حيث (كي لا نكثر من الترديد)حزمةالاصلاحات والاجراءات الحكومية تدل على ذلك .وبالمقلب الاخر ترى التعسف والعقوبات والتدخل السافر والاجراءات التي لا تنم عن رغبة حقيقية في دفع الامور للاستقرار .الشواهد كثيرة لكل مقلب .لكن الاهم هو التالي بالازمات يلتحم ابناء الوطن جميعاً سيقول البعض الحكومة هي المسؤولة لكن الشواهد كثيرة على ان الطرف الاخر هو الذي يدفع الامور نحو التأزيم وليس الحكومة لسبب بسيط جداً اين مصلحة الحكومة من كل التأزيم اين مصلحة الحكومة بكل العقوبات ؟؟؟؟؟السؤال الاوضح هل للمعارضة مشروع سياسي اصلاحي تنادي به الا(القتل والتقطيع والتفجير واستدعاء الخارج والظهور الاعلامي المحرض والشخصيات المعارضة التي عليها اكثر من اشارة استفهام ومعارضة بالداخل غير وطنية لا طعم ولا لون ولا رائحة لها ؟؟؟؟؟؟؟.الحوار هو الحل والمواطن يجب ان يملاءالدنيا بهذا المطلب .
-
واو دخيل رب الإصلاح ... خلصواو دخيل رب الإصلاح ... خلص معناتا انتهت "الأزمة" مدام رح نقبض بيد على مكافحة الإرهاب وبيد على الإصلاح. وكما قال واحد خالد: "من مد لنا يداً خيرة، مددنا له يداً خيرة، ومن مد لنا يداً شريرة، مددنا له مدية نقطع بها يد الشر."
-
إذا أملي على القيادة السورية؟؟!!!صار لازم تعرفوا إنو القيادة السورية ما حدا بيملي عليها شيء و ثقة الشعب السوري بحكمة و استقلالية و سيادة سورية و قيادتها السياسية و العسكرية لا تسمح لكم بدس السم في العسل
-
ثمة تغييرات متوقعة أيضاً علىثمة تغييرات متوقعة أيضاً على نطاق واسع، كاستبدال وزير الداخلية وليد المعلم بوكيل وزارة الخارجية الحالي فيصل المقداد، عيب الغلط بهيك شي... وزير الخارجية وليد المعلم!!