القاهرة | في هدوء يتناسب مع احتجابها عن الأضواء في السنوات الأخيرة، رحلت أوّل من أمس السبت الممثلة المصرية شيرين سيف النصر (1967 ـــ 2024)، موصيةً بعدم تغطية جنازتها إعلامياً. وصية التزمت بها أسرتها، وفقاً لما أعلنه شقيقها شريف عبر فايسبوك، فيما قال مدير أعمالها خالد محي الدين في تصريحات تلفزيونية أنّه من المنتظر إقامة العزاء غداً الثلاثاء في أحد مساجد الجيزة، مشدداً على أنّ الراحلة لم تكن تعاني من أي أزمة صحية كبيرة، إذ أصيبت بانخفاض في ضغط الدم خلال الأيام الأخيرة قبل تدهور حالتها صباح السبت ومفارقتها الحياة سريعاً.

سيف النصر المولودة لأب مصري من أثرياء محافظة المنيا وأم فلسطينية، نشأت في باريس ودخلت المجال الفني في أواخر ثمانينيات القرن الماضي بعدما اكتشفها الصحافي والرسام والمخرج يوسف فرنسيس، لتحقق قفزات هائلة في التسعينيات وتصبح من نجمات الصف الأوّل وهي بعد في بداية عمرها المهني، إذ وقفت أمام عدد من النجوم الكبار، أبرزهم إطلاقاً عادل إمام الذي قدّمت معه فيلمَي «النوم في العسل» (1996 ــ إخراج شريف عرفة) و«أمير الظلام» (2002 ــ إخراج رامي إمام). كما وقفت أمام أحمد زكي في «سواق الهانم» (1994 ــ إخراج حسن إبراهيم). وعلى مستوى الدراما التلفزيونية، جسدت دور حبيبة حسين فهمي في الجزء الثاني من مسلسل «المال والبنون» (1995 ــ إخراج مجدي أبو عميرة). خلال المدة نفسها، قدمت مسلسلات كثيرة إلى جانب الفوازير، فيما يعدّ «ومن الذي لا يحب فاطمة» (1996 ــ إخراج أحمد صقر) أنجح أعمالها على الشاشة الصغيرة إطلاقاً، قبل أن ترتبط عاطفية بشخصية سعودية أثارت ضجة كبيرة عام 1997 وكانت حديث الشارع المصري آنذاك، ليتم بعدها إعلان زواجها رسمياً منه واعتزالها الأضواء. أمر كان يتكرر مع كل نجمة ترتبط بشخصية خليجية في ذلك الحين. وبعد غياب أربع سنوات تقريباً، عادت في وقت تبدّلت فيه الظروف. تزوجت لأشهر عدّة من المطرب مدحت صالح قبل أن تعاود الاختفاء مجدداً، ويصبح ظهورها نادراً وعلى فترات متباعدة، ثم ترتبط بزوجها الثالث والأخير وهو طبيب من خارج الوسط الفني.
طوال السنوات الأخيرة، كان اسم سيف النصر يعود كل مدة للظهور مع انتشار صور لها تظهر ملامح تقدّمها في العمر، كما حاول عدد من البرامج التلفزيونية، ومن بينها «معكم منى الشاذلي»، تحقيق سبق صحافي باستضافتها بعد غياب طويل، ولكنها باءت جميعاً بالفشل أمام صلابة موقفها بعدم العودة إلى الواجهة، مؤكدةً للوسطاء بأنّه ليس لديها أي جديد لتقوله. هكذا، رحلت كاتمةً شهادتها على ما جرى في نهاية التسعينيات وكواليس ابتعادها عن التمثيل، وإن كان ابتعاداً لم يقلّل أبداً من شعبيتها، ليأتي خبر رحيلها المفاجئ تأكيداً لعبارة ردّدها الجمهور كثيراً: «من الذي لا يحب شيرين سيف النصر؟».