بيار أبي صعب
كاتيا جرجورة من أحفاد تزيغا فيرتوف الأب الروحي للسينما التسجيلية في تاريخ الفن السابع. السينمائية الشابة التي تطل من حين إلى آخر، نراها دائماً الكاميرا على كتفها... كما في الحياة كذلك على الشاشة. لأن المرأة ـ الكاميرا حريصة دائماً على تصوير نفسها في أفلامها. عمّ تبحث كاتيا جرجورة، دائماً في قلب الحدث؟ أفلامها العراقية («نداء كربلاء» ـ 2004) تحمل ملامح موهبة أكيدة، ونظرة مشاكسة الى السينما ودورها في قلب المعمعة. لكنّها أيضاً تحمل علامات مقلقة بعض الشيء: نظرة سياحية اختزالية الى واقع معقّد وشائك، إسراف في عشق الذات على طريقة «الفيلسوف الجديد» (وعاشق اسرائيل الأبدي) برنار هنري ليفي الذي ذهب لتصوير فيلم عن ساراييفو المحاصرة، فصوّر نفسه في ساراييفو. هناك أيضاً تلك النزعة الفضائحية، المتمثلة في الإصرار المنهجي على تصوير الفظائع، والبحث عن الإثارة. تُراها تدخل في حساباتها مواصفات معينة من النوع الذي يتحكم في خيار التلفزيونات الغربية التي تشتري حقوق عرض أفلامها؟
هذه المرة تواكب كاتيا «ربيع بيروت الذي لم يكتمل» في فيلم يعرضه «مهرجان بيروت السينمائي الدولي» بعنوان «Terminator أو المعركة الأخيرة». لا بد من مشاهدة الفيلم الذي يرصد «الانتفاضة الشعبية» التي تلت اغتيال الرئيس الحريري، قبل الحكم عليه. تركّز المخرجة على أحد مناضلي «الانتفاضة»، ومن خلال شخصية «ترميناتور» الإشكالية ترصد «شياطين الحرب الأهلية التي تطوف دائماً في وطن الأرز»... وقد سارعت جرجورة أيضاً الى تصوير آثار الحرب الأخيرة في فيلم قصير بعنوان «بيروت ما بتموت»، هو الإشارة الوحيدة الى العدوان الإسرائيلي في المهرجان المذكور: أعضاء فرقة الراب الشهيرة “قطاع بيروت”، يرتجلون كلمات وأغنيات وسط ركام الضاحية الجنوبية.