القاهرة ــ الأخبار
تراجعت وزارة العدل المصرية عن مادتين من قانون الهيئات القضائية الذي أثار جدلاً واسعاً الأسبوع الماضي، والذي اعتبره القضاة بداية «القضاء على السلطة القضائية»، وأوّل «خطوة نحو الانتقام من مجموعة الاستقلال» بينهم.
ورغم التراجع، قال رئيس نادي القضاة المستشار زكريا عبد العزيز إن «هذا ليس كافياً، ولا بد من إلغاء مشروع القانون كلّه، وإقالة وزير العدل (ممدوح مرعي) أيضاً».
ويعتبر التراجع، الذي أعلنه أمس متحدّث باسم وزارة العدل خلال مؤتمر صحافي، مؤشراً إلى تفكير الحكومة في سحب مشروع قانون مرعي، كما سماه معارضو القانون من القضاة. وكان نادي القضاة قد أعلن أول من أمس تحالفه مع نادي مدلس الدولي في التصدي للمشروع الذي يخشى القضاة أن يكون مقدمة لـِ«مذبحة القضاء الثانية».
وحثّ القضاة الرئيس المصري حسني مبارك على التدخل الشخصي لوقف «الهجمة الشرسة» التي يتعرضون لها، فيما قرّر رئيس مجلس الدولة، سيد نوفل، عقد جلسة طارئة للمجلس الخاص، أعلى سلطة قضائية، غداً، لمناقشة التقرير المعدّ في قسم التشريع في المجلس حول مشروع القانون.
وكان مجلس القضاء الأعلى أرجأ مناقشة مشروع قانون مجلس الهيئات القضائية إلى حين عودة رئيس المجلس ورئيس محكمة النقض مقبل شاكر من المغرب.
وعادت أزمة القضاء في مصر بعدما أعلن القضاة رفض المشروع تماماً، لما يتضمنه من إهدار لحصانة السلطة القضائية، ولتذكيره بقوانين «مذبحة القضاة» التي وُقّعت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأكدت المصادر أن جميع أعضاء مجلس القضاء الأعلى ونواب رئيس النقض غاضبون من مشروع القانون. وأضافت أن القضاة لا يمكن أن يوافقوا على هذا المشروع الذي يسلب منهم استقلال موازنتهم المالية، بعدما جاهدوا سنوات طويلة ليجعلوها تابعة للمجلس الأعلى بداية عام 2008.
إلى ذلك، قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب ستة آخرون بجروح في اشتباك بين الشرطة المصرية ومن يشتبه بأنهم تجار مخدرات في ضواحي مدينة بورسعيد.
وقالت مصادر أمنية إن الاشتباك اندلع فجر أمس، حين حاولت الشرطة إلقاء القبض على مطلوبين متهمين بالاتجار بالمخدرات وحيازة أسلحة في ضواحي المدينة. وأوضحت أن المطلوبين شاهدوا رجال الشرطة يتقدمون نحوهم، فتبادلوا إطلاق النار، ما أدّى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين.
وتضاربت المعلومات حول هوية القتلى، إن كانوا مطلوبين أو لا. فبينما قالت بعض المصادر إن الأربعة هم من المطلوبين، أعلنت وكالة «رويترز» عن مصدر مسؤول أن اثنين من القتلى كانوا من المارة الأبرياء.