موسكو ـــ الأخبار
في الخامس من آذار الجاري، سقطت طائرة مروحيّة تابعة لشركة «توشيتي» الجورجية المدنية الخاصة، خلال قيامها برحلة في أجواء العراق. وأصيب في الحادث الطاقم المؤلّف من ثلاثة مواطنين أوكرانيين بجروح خفيفة، نقلوا إلى مستشفى عسكري أميركي. إلّا أنّ اللافت كان وجود خمسة عسكريين عراقيين على متن تلك الرحلة أيضاًوقد أثار هذا الحادث فضيحة لم تهدأ بعد في وسائل إعلام جورجيا، إذ تبيّن أنّ عشرات العسكريّين من هذه الجمهورية القوقازية السوفياتيّة السابقة، بمن فيهم أولئك الذين درّبهم الأميركيّون أخيراً، يشاركون بوصفهم مرتزقة في حرب العراق.
ووفقاً للوسائل الإعلاميّة هذه، لا يحارب هؤلاء الجنود إلى جانب الأميركيّين وحلفائهم في العراق وحسب، بل إلى جانب الشيعة وأحياناً إلى جانب السنّة وضدّ القوّات الأميركية هناك.
وبالنسبة إلى تبيليسي (العاصمة الجورجيّة)، فالأمر واضح، إذ لا يترك رئيسها «البرتقالي» ميخائيل ساكاشفيلي مناسبة من دون أن يؤكّد تحالفه مع واشنطن، فيما يشارك رسميّاً في صفوف قوّات التحالف في العراق 900 مجند جورجي، 600 منهم في بغداد و300 في بعقوبة.
وتعوّل تبيليسي على تقريب موعد انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، حيث وافق الكونغرس الأميركي أوّل من أمس، على انضمامها إلى الـ«ناتو»، وعلى اعتماد 10 ملايين دولار لتهيئتها للانضمام.
أما كم هو عدد «الخبراء» الجورجيّين، الذين يقاتلون «عبر عقود» في العراق فيبقى لغزاً.
والذهاب للقتال في العراق ليس أمراً صعباً. كلّ ما يجب على الراغبين فعله هو إرسال سيرة ذاتية إلى إحدى الشركات الأميركيّة الخاصّة، التي تقوم بـ«تقديم الخدمات الأمنيّة».
وعلى سبيل المثال تجري الشركة الأميركيّة «بلاك واتر» مسابقات لطيّاري المروحيّة، حيث يعملون 60 يوماً في العراق وينالون 30 يوماً عطلة. ويجب أن يكون الطيار قادراً على «الطيران لمدة طويلة في بيئة شديدة الخطورة».
وتفضل الشركة استئجار مرتزقة من الدول السوفياتيّة السابقة، الذين لا يستطيعون المطالبة بأيّة حقوق.