القاهرة | صحيح أنّ زياد الرحباني (الصورة) فنان مثير للجدل، ومن الطبيعي أن تنقسم الآراء حوله، إلا أنّ أحداً لم يتوقّع أن ترتفع أصوات بعض النشطاء و«المثقفين» المصريين على فايسبوك وتويتر، مطالبةً بمنع دخول صاحب «أنا مش كافر» إلى القاهرة للمشاركة في الحفل المقرّر إقامته في حديقة الأزهر (الأزهر بارك) ضمن فعاليات «مهرجان القاهرة الدولي الخامس لموسيقى الجاز» (من 21 آذار/ مارس حتى 23 منه)، بل وصل الأمر بهؤلاء حد التهديد بمنع إقامة الحفل بالقوّة إذا لم تستجب إدارة المهرجان لمطلبهم، مدعّمين رأيهم بنشر مقاطع فيديو للرحباني تظهر نظرته النقدية إزاء «الثورة السورية».
ورأى المعارضون في هذا الموقف «دعماً للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه»، فيما رأى آخرون أنّ الدعوة إلى مقاطعة الحفل «وقوف في صف الأصولية الدينية» التي تتعقب الفنانين وتحرّم الفن وتجرّمه. وهنا أصبح الرحباني في مواجهة أصولية مزدوجة: أصولية التيارات الدينية وأصولية المعارضين للنظام السوري.
وفي ما يتعلّق برأي الجهة المنظّمة، فقد أعلنت داليا حمام المتحدثة الإعلامية باسم المهرجان عن تمسّك الإدارة باستضافة الرحباني وتكريمه للمرة الثانية بعد الحفل الذي قدّمه عام 2010 «تقديراً لأعماله الفنية». ليست المرّة الأولى التي ترخي فيها الأزمة السورية بظلالها على الأحداث الفنية في مصر. سبق أن اضطرت إدارة «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير» إلى استبعاد فيلم «العاشق» (2011) للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد كموقف سياسي من النظام السوري، بعدما سبقه «مهرجان دبي» إلى ذلك (الأخبار 27/11/2012 _ 30/11/2012)، فيما ألغى نادي السينما التابع لـ «دار الأوبرا» عرضاً لـ «العاشق» أيضاً (الأخبار 16/2/2013) بعد تهديدات تلقتها الدار من معارضين سوريين في المحروسة!
وأمام هذه التهديدات، أبدى عدد من المثقفين استياءهم من دعوات مقاطعة الحفل، مشيرين إلى أنّ الحرية التي تنادي بها الشعوب «تعني السماح بنشر كل الأفكار، وتجاور الآراء المتباينة». وأوضح الناقد أحمد إبراهيم في حديث لـ«الأخبار» أنّ أسوأ ما في الموضوع أنّ «الدعوة تأتي من أشخاص يُفترض أنّهم ينتمون إلى شريحة المثقفين والتيار المدني والعلماني»، مشيراً إلى أنّ الأمر يدلّ على نحو واضح على «تجذّر العفريت الأصولي والتطرف داخلها». وأضاف إبراهيم أنّ دعوات مقاطعة الحفل الختامي لمهرجان الجاز تكشف أيضاً عن «التناقض الفاضح الذي نعيشه». يذكر أنّ المهرجان يضمّ مجموعة من أشهر موسيقيي الجاز، مثل الفرنسي كريستوف فاليم، والمغنية الأميركية كي. جي دنهارت، فيما يحلّ ضيف شرف البرازيلي المعروف جيلبرتو جيل.
4 تعليق
التعليقات
-
الحملة إنسانية أولاً وأخيراًالحملة إنسانية أولاً وأخيراً وهدفها الحفاظ على الجهاز السمعي للجمهور.
-
إعلام!يا جماعة الخير، معقول كل ما واحد كبّ كلمة على "مواقع التواصل الاجتماعي" (الكئيبة) نعمل منها قضية شعبية؟ يا عمي في ناس عم تتسلى، وهول نفسهن اللي عم يطقّوا حنك على الأرجح ما بيسمعوا أخبار ولا بيقروا جرايد، ومفكرين الشغلة بتشبه أفلام ديزني إنو معركة خير وشر. هني مناح يعني، بس ولاد. وبما إنو عم يلعبوا الولاد، إنتو ليه حتى تغطوا هيك شي؟ بيضل في كتير اشيا تنحطّ بالصفحة الأخيرة. ضروري هلق زياد يعصّب ويلغي بسبب هالثرثرة على شي ما إلو وجود اصلاً؟ هيدا الزلمي ما بينلعب معو، فبلا لعب أرجوكم.
-
مهرجان الجاز في بلاد الغاز: ثورة المواقف البايخةالاستاذ زياد حر فيما يفعله ولكن نتمنى عليه ان لا يشارك في تلك المهزلة وان لا يذهب الى ذلك المهرجان الذي قيمته هي بوجود هامات موسيقية فارعة مثل زياد الرحباني. الخسارة خسارتهم وليس من خسارة لزياد. ومن ثم مصر التي انتقلت من حكم هيلاري كلينتون الى حكم جون كيري ليس فيها ما يوجب الزيارة ولا فيها شئ من الثورية والوطنية ولا الاسلامية وان لم يرض عنها شيخ الاسلام باروخ بن حسين ابن ابي قوباما رضي الله عنه فان الفول والطعمية سينقطعان في مصر المحروسة بين ليلة وضواحيها. وذلك بغض النظر وبرغم حكم الاخوان البريطانيين لارض الكنانة التي صارت ارض المهانة. ماذا في مصر ليذهب اليه زياد؟ هل سيستقبله مثلا مرسي الزيناتي امام العدسات فيما يركلج فخامة الرئيس فخامة محاشمه ويعلن سيادة الدولة وامن الوطن القومي وسيطرته على بنطلون الزعيم ليرى ذلك القاصي والداني؟ كانت هناك ايام عز للعرب ولكن فجأة جاء العزيز هنري كيسنجر واختلط فيها الحابل بالنابل وصارت "سوريا بتبعتلك ردع ومصر بتبعت فلافل" ولكن ايام العز تلك انقضت وصار عندك اليوم سيدنا مرسي ابو العباس وعند الشوام العرعور والشقفة والشلخة والموزة وبن حمد. ولحمد. ربما علينا ان نتظاهر في الشوارع طالبين من الاستاذ زياد ان لا يذهب ولكن ايمانا بحرية الفرد وحرية الرأي نترك الامر لصاحبه. ولاخواننا المحتجين على تشريف زياد الرحباني لمهرجان الغاز في القاهرة الاوبامية ولثورتهم نقول: http://www.youtube.com/watch?v=ZYTHjpjm7WI
-
لا للمقاطعة...لا للمقاطعة... وإذا كان لابد من مقاطعة ومنع أحد فلنقاطع من حولوا الثورة السورية السلمية إلى نزاع دموي من أجل أطماعهم الشخصية وحاربوا إيران في سوريا بدلا من أن يحاربوها وجها لوجه... لنقاطع ونمنع آل سعود وآل خليفة ... أم أن نقودهم تعمينا؟ ولنقاطع قنواتهم التي تظهر الباطل حقا والحق باطلا فهي شريكة في نقطة دم سورية سكبت