مع ذلك، يستمر رجل الأعمال اللبناني في بيْع الأوهام، إذ ينقل عنه مقرّبون أنّه لا ينوي إقفال المنصّة نهائياً، وإنما تقليص نفقاتها وإعادة هيكلتها، وصولاً إلى تحقيق «حلمه الكبير» الذي بدأ العمل عليه منذ أشهر بإنشاء مظلّة إعلاميّة فضائيّة، باشر الاتفاق في شأنها مع مخرجين ومتخصّصين عرب. غير أن هذا كله لا يهوّن على موظفيه المتيقّنين أنّ مصيرهم لن يكون مختلفاً عن مصير من عملوا معه على مرّ السنوات وانتهوا «مأكولة حقوقهم»، من دون أن تنفعهم الدعاوى القانونيّة كونه لا يأتي إلى لبنان.
انعكس ابتعاد جيري ماهر عن الحريري تأييداً من الأخير لحماس ضد العدو
في المقابل، لبعض العاملين معه رواية أُخرى، إذ يؤكد هؤلاء أنّ قرار الإقفال النهائي للمنصّة جاء بضغط من قبل مستشار الحريري السابق جيري ماهر الذي يُشيع أنّه في صدد تأمين التمويل للمنصّة بعدما أوقف الحريري دفعاته إثر الخلاف بينهما. علماً أنه ليس أول «مشكل» بين الحريري وفريق عمله، بعدما تركه معظم العاملين معه لأنّه «غير جدي» ولا يدفع كامل مستحقاتهم. مع ذلك، تُهلّل الدائرة الضيّقة التي تُحيط بالحريري للخلاف مع ماهر، بعدما تحوّل المستشار الأقرب إلى «الشيخ» إلى عبء عليه وعثرة في «طريقه إلى السراي الحكومي»، بسبب تأييده للتطبيع مع العدو الإسرائيلي. وهو ما يفسّر، برأي هؤلاء، «الانقلاب» في مواقف «الشيخ بهاء» أخيراً. فبعدما أجرى سابقاً مقابلة مع صحافي إسرائيلي وتحدّث عن السّلام مع العدو، نُقل عن الحريري، بعد التخلص من «شبح ماهر»، القول أمام مقرّبين منه: «إنني إلى جانب الشعب الفلسطيني وحماس في مقارعتها العدو الإسرائيلي»، وهو ما انعكس أيضاً في تغريداته على منصّة «إكس».
المقرّبون ينقلون عنه أيضاً أنّ «المنطقة تنتظر عمليّة خلط أوراق كبيرة وسيكون ثمنها توقّف بعض المرجعيّات عن العمل السياسي تماماً كما حصل مع شقيقه سعد الحريري».