تحتفل شركة غوغل اليوم بإيتل عدنان (1925 ــ 2021) من خلال «دودل» تتصّدر الصفحة الأولى لمحرّك البحث الخاص بها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موجّهةً تحية إلى الشاعرة والرسّامة السوريّة اللبنانية التي أغمضت عينيها إلى الأبد في باريس قبل ثلاث سنوات عن ستة وتسعين عاماً، منهيةً إحدى أغنى التجارب الشعرية والفنية في العالم العربي والعالم، بتنوّعها بين الشعر والفن التشكيلي والصحافة والفلسفة.ولدت عدنان لأم يونانية وأب تركي كانا مهاجرين إلى لبنان. حظيت بتنشئة متنوّعة، إذ كانت تتحدث اليونانية والتركية في المنزل، وتلتحق بمدرسة فرنسية، وتعيش في بلد يتحدّث العربية بشكل أساسي.
في عمر الـ 23، انتقلت إلى فرنسا لدراسة الفلسفة والفنون في جامعة باريس ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة لمواصلة دراستها في جامعتي «كاليفورنيا بيركلي» و«هارفارد». عادت في النهاية إلى لبنان لتعمل كصحافية ومحررة في صحيفتي «الصفا» و«لوريان لو جور»، حيث ساعدت في تطوير قسم مخصص للثقافة في لبنان والشرق الأوسط.
مع الوقت، تعمّقت عدنان في عالم الفن البصري ونالت إشادة واسعة النطاق بسبب لوحاتها التجريدية النابضة بالحياة، المستوحاة من المناظر الطبيعية في كاليفورنيا ولبنان. اليوم، يمكن العثور على أعمالها في متاحف وغاليريات في جميع أنحاء العالم، من باريس إلى بيروت، ومن هونغ كونغ إلى لندن، وغيرها.
ككاتبة، استكشفت رواياتها وقصائدها موضوعات الهوية والذاكرة والنسوية والتجربة الإنسانية. امتدت هذه الأعمال المكتوبة عبر اللغات والثقافات والقارات، مما يعكس الهويات والخبرات العديدة التي كانت لديها. لم يستطع أي أسلوب تعبير أن يتسع لإيتل عدنان، التي وزّعت تجربتها الأدبية على النثر والشعر في مؤلّفات مثل Moonshots عام 1966، و«الهندي لم يملك جواداً» (1985)، و«هناك ــ في ضياء وظلمة النفس والآخر» (1997) التي ترجمها عن الإنكليزية الشاعر العراقي الراحل سركون بولص، و«قصائد الزيزفون» التي صدرت بالعربية عام 2001، و«يوم القيامة العربي» (1998). أما قصائدها ونصوصها، فوجدت طريقها إلى العربية من خلال مجلّات «شعر» و«مواقف» و«الكرمل» و«ملحق النهار». في النثر، كتبت عدنان «عن مدن ونساء: رسائل إلى فوّاز» (1993)، وهي عبارة عن رسائل عن النسوية أرسلتها عدنان إلى فوّاز طرابلسي، و«باريس عندما تتعرّى» (1993) ومؤلّفات أخرى.
أكسبتها مساهماتها الفنية العديد من الجوائز والأوسمة المختلفة، بما في ذلك جائزة «لامدا» الأدبية في عام 2013، وجائزة «شوفالييه» للفنون والآداب الفرنسية في عام 2014، وجائزة تقدير مدى الحياة لجائزة «غريفين» للشعر في عام 2020... لقد تركت وراءها إرثاً غنياً من الإنجازات الفنية والأدبية التي تستمر في جذب وإلهام الجماهير لغاية اليوم.