استعادت سامسونغ مركزها وفرضت نفسها مجدداً لاعباً رئيسياً في مجال تصنيع الهواتف الذكية على مستوى العالم في الربع الأوّل من العام الحالي، بعدما تخلت عن المركز الأول لصالح شركة آبل في أواخر العام الماضي. ووفقاً لأحدث بيانات «إنترناشونال داتا كوربوريشن» IDC، أظهر سوق الهواتف الذكية العالمي المزيد من علامات التعافي في الربع الأول من عام 2024، مع زيادة شحنات الهواتف بنسبة 7.8 في المئة على أساس سنوي، أي حوالي 289 مليون هاتف ذكي. وهذا الربع الثالث على التوالي من نمو الشحنات لهذه الصناعة، ما يشير إلى أن الانتعاش يجري بقوة بعد عامين مضطربين.وقالت «إنترناشونال داتا كوربوريشن»، استناداً إلى بياناتها الأولية، إن سامسونغ التي تتخذ من كوريا الجنوبية مقراً لها تفوقت على منافستها الأميركية آبل، إذ شحنت 60,1 مليون هاتف ذكي في الربع الأول من هذا العام، مستحوذة على قرابة 21 في المئة من السوق، في حين شحنت آبل 50,1 مليون جهاز «آي فون»، لتستحوذ على ما يزيد قليلاً عن 17 في المئة من السوق في الفترة نفسها. وانخفضت شحنات الهواتف الذكية المصنعة من آبل بنسبة 9,6 في المئة مقارنة بالربع الماضي، في حين انخفضت شحنات سامسونغ بأقل من واحد في المئة، وفق IDC.
أما اللافت في تقرير IDC، فهو تعاظم شركة التكنولوجيا والهواتف الذكية الصينية «شاومي». إذ شهدت الشركة نمواً في الشحنات بنسبة ناهزت 33 في المئة، لتسجل مبيعاتها 40,8 مليون هاتفاً ذكياً. و«شاومي» شركة صينية تصمم وتصنع الإلكترونيات الاستهلاكية والأجهزة المنزلية والسيارات والأجهزة المنزلية. وهي ثاني أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية في العالم بعد سامسونغ. وقبل أسابيع، ضج العالم بعد كشف «شاومي» النقاب عن أول سيارة كهربائية لها، وأعلنت أنها تهدف إلى أن تصبح واحدة من أكبر خمس شركات لصناعة السيارات في العالم.
في السنوات الأخيرة، صار يمكن بسهولة مقارنة «شاومي» بـ «هواوي»، وهي شركة تكنولوجيا صينية أخرى كانت لاعباً رئيسياً ذات يوم في سوق الهواتف الذكية العالمية. ومع ذلك، واجهت «هواوي» تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة بسبب العقوبات الأميركية والقيود المفروضة على قطاع الرقائق الإلكترونية، ما أدى إلى تراجع هيمنتها على السوق. ورداً على ذلك، تحالفت «هواوي» مع حليفتها المحلية «شاومي»، لتشكّل شراكة استراتيجية تسمح لكلا الشركتين بالاستفادة من براءات الاختراع الخاصة بكل منهما والتعاون في تطوير المنتجات. وقد وصفت هذه الشراكة بأنّها تحوّل من التنافس الفردي إلى التعاون الجماعي بين العلامات التجارية الصينية للهواتف الذكية، ليصبح لديها القدرة على تحدي هيمنة آبل في السوق الصينية.