روز زيادة
أحببناك أيّها الحبّ
أحببناك كلمة تزرع الأمل في شعب ذاق من الهوان الكثير. أحببناك وعداً ينتشل إنساناً من عوَزه. أحببناك نسمة تلاطف أحلام الشباب. أحببناك عهداً يصون بلداً من مهاترات المتهاترين، وينصّبون أنفسهم سادة أمر واقع، وهم وقعوا صدفة في شؤون أبعد من فكرهم ومن طموحاتهم الذاتية التي لا تعني سواهم.
أحببناك يا حبّ، قاعدة للصدق والحنان أمام كلّ ظلم وكلّ تطرّف، ومساند كلّ نفسٍ مكسورة. أحببناك كل أيام السنة، وكل سنوات العمر. في ظروف الأسى، والفرح، الغنى والفقر، العطاء والأخذ. في الطفولة الساذجة، والشباب الطامح، والشيخوخة المثقلة بثمار التجارب، والكهولة التي تقرّبنا إلى حقيقة عدالة الخالق وحقيقة نهاية حقبة وجودنا على هذه الأرض.
أحببناك أجلْ، لأننا لم نشأ أن نقلّب صفحاتك كي لا نرى منك الصفحة المرعبة، الخادعة، المؤذية، الجشعة، الخبيثة والأنانية.
نحن حيينا على ضفاف الحياة، ومشينا طرقاتها الوعرة، فمات فينا الشوق وذابت أحاسيس أجسادنا، فبقيت أيها الحبّ شريفاً، مرفّعاً عن كل الابتذالات واحتضنت أرواحنا المشقّقة مثل التربة اليابسة.