انتهت حقبة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وغريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو بعدما فرضا ثنائية تنافسية لأعوامٍ طويلة، فحجبا الأضواء عن الكثير من المواهب التي بقيت في ظلهم ولم تتمكن إلا نادراً من اختراق سيطرتهما على الجوائز الفردية تحديداً.ومع ذهاب ميسي إلى الولايات المتحدة الأميركية ورحيل رونالدو إلى المملكة العربية السعودية، خلت الساحة الأوروبية لنجومٍ آخرين لبدء المعركة المباشرة بينهم من أجل التربّع على عرش كرة القدم، فطفت أسماء مختلفة كان على رأسها الفرنسي كيليان مبابي والنروجي إيرلينغ هالاند.
أثبتت مواهب عدة في سنٍّ صغيرة أنها تملك مواهب استثنائية لا تضاهى (أ ف ب)

لكن الأكيد أن هذين الاثنين ولو أنهما يملكان أفضليةً منطقية لحمل التاج الذهبي وحُكم اللعبة على طريقتهما الخاصة، فإنهما لن يكونا وحيدين في دائرة التألق، إذ تشق اليوم مواهب شابة عدة طريقها إلى دائرة النجومية المطلقة، وتبدو جاهزة لسحب البساط من تحتهما في أي وقتٍ من الأوقات.

الريال يملك الأقوى
يبدو الإنكليزي جود بيلينغهام على رأس اللائحة، فهو لا يبدو أبداً لاعباً شاباً، بل يؤدي على صورة المخضرمين الذين يتمتعون بحسن القيادة وروح المسؤولية التي تجعلهم يحملون فرقهم على أكتافهم. هو ما فعله لاعب الوسط الأنيق منذ وصوله إلى ريال مدريد الإسباني، فبدأ في سن الـ 20 عاماً فقط وكأنه نسخة عن النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان لناحية قدرته على صناعة الفارق بشكلٍ رهيب، جاعلاً من نفسه سريعاً أفضل لاعبي النادي الملكي الذي نسي جمهوره بأنه خسر أحد هدافيه التاريخيين بانتقال الفرنسي كريم بنزيما إلى اتحاد جدة السعودي، فلعب بيلينغهام دور الهداف الحاسم في الكثير من المحطات.
ظهور هذا الفتى الناضج كروياً إلى أبعد الحدود بقميص إنكلترا وهو يحمل الرقم 10، أطلق أحلام الإنكليز إلى ما لا نهاية، فبدؤوا يشعرون بأنهم وجدوا القائد الذي افتقدوا إليه منذ اعتزال النجم السابق ديفيد بيكام.
لكن هذه النجومية التي يستحوذ عليها بيلينغهام حالياً في الريال قد يضطر إلى تقاسمها مع موهبةٍ جديدة ستنضم إليه في الصيف المقبل. وهنا الحديث عن البرازيلي اليافع إندريك الذي سبق أن وقّع مع «الميرينغيز» وبقي مع فريقه بالميراس مساهماً بفوزه بلقبٍ تلو الآخر في البرازيل.
نزالٌ فردي متوقّع مستقبلاً بين جواهر ريال مدريد وبرشلونة


قد يكون التشبيه مبالغاً به، لكن انطلاقة هذا الشاب لم يعرفها أي مهاجمٍ برازيلي آخر منذ ولادة نجم «الظاهرة» رونالدو، إذ بسن الـ 17 عاماً قدّم إندريك أوراق اعتماده سريعاً على الساحة الدولية، مسجلاً لـ «السيليساو» هدف الفوز في مرمى منتخب بيلينغهام على ملعب «ويمبلي» الشهير في لندن، وذلك بعد دخوله بديلاً. وكرّر الأمر بعدها بأيامٍ قليلة في مواجهة إسبانيا وعلى ملعب فريقه المستقبلي «سانتياغو برنابيو»، ليرفع حماسة الجمهور المحلي إلى أقصى درجاتها، ويترك لهم مواعيد حالمة لفريقٍ لا يعرف سوى استقدام النجوم والفوز بالألقاب الكبرى، ومع إندريك لا بدّ من ازدياد عددها في المستقبل القريب.

جواهر في برشلونة
في تلك المباراة تحديداً، لم يكن إندريك النجم العالمي القادم بقوة للمنافسة على تاج ملك الكرة، إذ كان هناك لاعب أكثر تأثيراً منه في الأهداف التي سجلها منتخب بلاده في تلك المباراة الحافلة التي انتهت بثلاثة أهدافٍ لكل جانب. هو ابن الـ 16 عاماً لامين يامال الذي يترك صدمةً عند كل متابع له في المباريات التي يخوضها سواءً مع منتخب إسبانيا أو مع فريقه برشلونة.
يامال يلعب أمام أقوى منتخبات العالم وأهم فرق أوروبا وكأنه يتسلّى مع زملائه. هو في هذا السن كان لا بدّ أن يكون لاعباً في فريق مدرسته لا أكثر، لكنه يسير بثبات على خطى الأساطير عبر موهبةٍ أكبر من عمره، وبشخصيةٍ لا تهاب هدير المدرجات أو قساوة المدافعين، فيذهب نحو استعراض مهاراته بقدمه اليسرى التي تدفع اليوم جمهور برشلونة إلى الاستبشار باكتشافها خليفةً لميسي من صناعة أكاديمية «لا ماسيا» الشهيرة، والتي بدأت تفرز الشبان المميزين لتعزيز فريق الرجال، وكان آخرهم الذي يُتوقّع له مستقبلاً كبيراً هو المدافع باو كوبارسي الذي شقّ طريقه أيضاً إلى المنتخب الإسباني في سن الـ 17.
ومع غافي (19 عاماً) وبيدري (21 عاماً) قد يكون لبرشلونة حظوظ بقدر حظوظ ريال مدريد لتقديم اللاعبين الأفضل في العالم خلال السنوات المقبلة، وخصوصاً في خط الوسط حيث سينافسهم على النجومية بلا شك ذاك الموهوب الفنان الألماني جمال موسيالا الذي في سن الـ 20 فقط حصد حتى الآن أربعة ألقاب في «البوندسليغا» مع بايرن ميونيخ، وذلك وسط منافسة محلية له من شريكه في خط وسط «المانشافت» فلوريان فيرتز (20 عاماً) الذي تفوّق عليه هذا الموسم بحمله باير ليفركوزن إلى كسر سيطرة الفريق البافاري التي استمرت 11 موسماً متتالياً على لقب «البوندسليغا».