على رغم أن ولاية دونالد ترامب شارفت على الانتهاء، يبدو أن إرثه سيعيش طويلاً من بعده، في ظلّ النصائح التي تنهال على إدارة جو بايدن لتتبُّع خطاه في ميدان السياسة الخارجية. النصائحُ التي أعدّها «معهد الدفاع عن الديموقراطية»، ضمن تقرير طويل، تتساوق مع مضيّ الرئيس المنصرف قُدماً في استغلال منصبه لاستصدار إعفاءات ستُبيّن الساعات المقبلة إن كانت ستشمل حاشيته. يجري ذلك، فيما بات مؤكداً أن ترامب لن يقوى على الاعتراف بالهزيمة، وهو الذي أعلن أنه لن يشارك في حفل تنصيب خلفه يوم غدٍ الأربعاء. الحفل الذي تحوّل إلى مهرجان عسكري وسط انتشار أمني غير مسبوق في العاصمة واشنطن، ستطغى عليه شعارات «الوحدة» و»لم الشّمل»، في ظلّ الانقسام العميق الذي تعيشه الولايات المتحدة، ومساعي الرئيس المقبل إلى القفز سريعاً فوق رئاسة سلفه، وكأنّها لم تكن. لكن هناك من يرى في السنوات الأربع الأخيرة أساساً صلباً يمكن البناء عليه، حين يتعلّق الأمر بالسياسة الخارجية لأميركا، ولا سيّما لجهة دعوة المعهد إلى الاستمرار في انتهاج سياسة «الضغوط القصوى» تجاه إيران، وممارسة المزيد من الضغوط على حلفاء «حزب الله» في الداخل اللبناني