عند العاشرة والربع من صباح يوم أمس، وفي غياب الأسير جوليان أسّانج، الذي تجرّأ وحيداً على وصف عُري الإمبراطورية الأميركيّة، وكشف إجرامها المؤسّس، قرّرت هذه الإمبراطوريّة، وعلى لسان قاضٍ بريطاني، إظهار سَوءتها على العلن، بإزالة آخر قيد قانوني شكلي كان يقف في وجه تسليم مؤسّس موقع «ويكيليكس» إلى حكومة القتَلة ذاتهم، الذين كشف طرائق عملهم، وفضَح مراسلاتهم، وقدّم حقيقتهم إلى البشريّة. وبقرارها هذا، الذي للمفارقة صدر يوم الاحتفال السنويّ بحقوق الإنسان، منحت لندن منظومة الاستخبارات الأميركيّة الحقّ القانوني في اختطاف أيّ شخص، من أيّ جزء من العالم، يجرؤ على فضح جرائمها ضدّ الإنسانية