قد يكون تراجع قدرة المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة، على التحكُّم بمعدّلات إنتاج النفط والغاز وأسعارهما، من أخطر نتائج المواجهة الاستراتيجية المحتدمة بينه وبين روسيا والصين. لا تكمن المشكلة بالنسبة إلى أطراف هذا المعسكر في إمكانية إيجاد بدائل من الغاز والنفط الروسيَّين مثلاً، عبر المزيد من الاعتماد على الغاز المسال أو النفط، المستوردَين من مصادر أخرى، أو على الفحم الحجري والطاقة النووية، بل في الكلفة الإجمالية، المالية والاقتصادية والبيئية، الباهظة لهذه البدائل، وفي اتّجاه أسعار الطاقة الأحفورية إلى الارتفاع المستمرّ في المديَين المتوسّط والبعيد، وفقاً لغالبية التوقُّعات. يجري ذلك، كما أسلفنا، في سياق مواجهة استراتيجية محتدمة ومديدة على الصعيد الدولي، وفي ظلّ اختلالات اجتماعية وسياسية بنيوية داخل بلدان المعسكر الغربي، مرشَّحة للتفاقم بسبب هذه التطوّرات.