وأخيراً، بدأت أوكرانيا هجومها المضاد على أكثر من خطّ على طول الجبهة، ما يكسر حالة المراوحة التي طال أمدها، ويطوي صفحة التكهّنات في شأن الموعد المنتظَر. هجومٌ يرمي، من جملة ما يرمي إليه، إلى إلحاق أكبر قدْر من الخسائر بالقوات الروسية، بهدف إشغالها عن المبادرة، وتوهين الحالة المعنوية لجنودها، إضافة إلى تحقيق اختراقات ميدانية ملموسة ضدّ «الغزاة»، سواء في المعارك المحتدمة على جبهات الشرق في «جمهوريتَي» دونباس: لوغانسك ودونيتسك، أو جبهات الجنوب، وخصوصاً على الضفّة اليسرى لنهر دنيبرو قرب مدينة خيرسون، التي استعادت القوات الأوكرانية قسماً كبيراً منها أواخر العام الفائت، أو في اتّجاه محور مدينة زابوروجيا، التي تضمّ إحدى أهمّ محطّات الطاقة النووية، والواقعة على حدود الشريط الساحلي لأوكرانيا، على بحر آزوف، المتفرّع من البحر الأسود.