لم ينعقد لقاء البريستول أمس. إدارة الفندق اعتذرت عن عدم استضافتها للتجمع الذي كان سيُقام تحت عنوان «التضامن مع الشعب السوري». المنظمون للقاء، وهم من المنتمين إلى قوى 14 آذار، اتهموا قوى الثامن من آذار بـ«تهديد إدارة البريستول بإحراق الفندق إذا أقيم فيه اللقاء»، على حد قول أحد المنظمين، مضيفاً: «أبلغتنا إدارة البريستول بمضمون التهديد، وبأنها أمام خيارين: إما السماح بعقد اللقاء، مع ما سيلحق به من إحراق للفندق وإقفاله أكثر من عام، أو عدم عقد اللقاء. وقد اختارت إدارة البريستول الخيار الثاني». في المقابل، نفى مصدر في إدارة الفندق أن تكون الأخيرة قد تلقت تهديداً بإحراق الفندق، مشيراً إلى أن بعض قوى الثامن من آذار حذرت من أنها ستنظم اعتصاماً أمام البريستول. لكن المصدر ذاته لم ينف أن يكون التهديد قد تضمّن تحذيراً من حصول مواجهة داخل الفندق نفسه. وقد أصدرت إدارة البريستول بياناً لفتت فيه إلى أنها قررت الاعتذار عن عدم استضافة اللقاء «حفاظاً على جدول المناسبات المقامة في الفندق لهذا اليوم (أمس) وحفاظاً على سلامة الضيوف والموظفين»، بعدما قرأت في الصحف «خبر احتمال حدوث مواجهة بين معارضي النظام في سوريا ومؤيّديه أمام الفندق».
أما منظمو اللقاء، فقد أصدروا بياناً وضعوا فيه ما جرى في إطار «قيام المجموعات المستقوية بالسلاح بالاعتداء على النظام الديموقراطي وبخنق الحياة الحرة استمراراً لنهج 7 أيار الانقلابي، الذي أحال بيروت أسيرة للإرهاب»، معبّرين عن تقديرهم لأسباب الاعتذار وعن التعاطف مع إدارة الفندق. ولفتت مصادر المنظمين إلى أنهم حاولوا أمس عقد مؤتمر صحافي يشرحون فيه ملابسات ما جرى، إلا أنهم لم يتمكنوا من العثور على مكان يعقدون فيه المؤتمر، بعدما جوبهوا بالرفض من نقابة الصحافة وإدارة نادي الصحافة وعدد من الفنادق في العاصمة وضواحيها الشرقية والشمالية. وذكرت المصادر نفسها لـ«الأخبار» أنها لا تريد عقد مؤتمر صحافي في مقر الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار في الأشرفية، «تأكيداً لاستقلالية المجتمع المدني داخل حركة الرابع عشر من آذار عن أي أطر تنظيمية». وفي بيانهم، أعلن منظمو اللقاء الإصرار على عقد «اللقاء التضامني مع الشعب السوري»، على أن يُحَدّد موعده لاحقاً.
بدورها، استنكرت كتلة المستقبل النيابية، بعد اجتماعها أمس، ما وصفته بـ«استعمال قوى الأمر الواقع التهديد والوعيد لمنع مجموعة من اللبنانيين الشباب وقوى المجتمع المدني من حق وحرية التعبير عن رأيهم في اجتماع كان مقرراً اليوم بغضّ النظر عن هدف الاجتماع».
وفيما أشارت مصادر المنظمين إلى أن من وجهوا تهديداً إلى إدارة الفندق ينتمون إلى حزبي البعث والسوري القومي الاجتماعي، رد نائب رئيس «القومي»، توفيق مهنا، مؤكداً أن اتهام حزبه بتهديد إدارة البريستول «هو اتهام زائف وباطل ويندرج في سياق الافتراء والتجنّي»، مؤكداً متانة العلاقة بين حزبه وإدارة الفندق. وأكد أحد أفراد الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين كانوا ينوون المشاركة في التحرك المعارض للقاء البريستول أن عدداً من مناصري قوى 8 آذار كانوا يريدون الاعتصام خارج الفندق، «للتعبير عن رأيهم، وحسب». ولماذا تعترضون على هذا اللقاء؟ أليس من حق منظميه التعبير عن رأيهم؟ يجيب الناشط القومي بالقول: «إنهم يكذبون عندما يقولون إنهم يتضامنون مع الشعب السوري. هل نسينا تحريضهم على الشعب السوري منذ عام 2005؟».
على صعيد تأليف الحكومة، أسهم اجتماع الرئيس نجيب ميقاتي بمعاوني الأمين العام لحزب الله والرئيس نبيه بري، حسين الخليل وعلي حسن خليل، في تحريك الجمود الحاصل على هذه الجبهة منذ نهاية الأسبوع الماضي. وبحسب مطلعين على أجواء اللقاء، أعاد الخليلان تأكيد تمسّك العماد ميشال عون بمطالبه، فيما أصر الرئيس ميقاتي من جهته على حصوله على اللوائح الوزارية للكتل النيابية المشاركة في الحكومة، وهو ما يعني أنّ تحريك الخليلين لعملية الاستشارات الحكومية رمزي أكثر منه عملياً.
وفي السياق، أعاد العماد عون تحميل مسؤولية الشلل للرئيسين ميشال سليمان وميقاتي. ورأى عون، بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والإصلاح، أنه ليس لدى الرئيسين أي معايير ووصفهما بـ«الساحر الذي يلعب ألعاب الخفة فيخرج من جيبه تارة أرنباً، وتارة حمامة أو حبلاً من الشراشف... فهذه هي تعقيدات الحكومة».
وفي السياق، أكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، سمير جعجع، أهمية تأليف حكومة تكنوقراط للخروج من الأزمة الراهنة، مشيراً إلى أنّ رفض حزب الله لتأليف حكومة تكنوقراط هو رفض تأليف حكومة عملياً. وعن مطالبة الأكثرية الجديدة بإلغاء تكليف الرئيس ميقاتي وتمسّك النائب وليد جنبلاط بالرئيس المكلف أو طرح تسمية النائبة بهية الحريري أو بهيج طبارة بديلاً، استغرب جعجع كيف بإمكان فريق ما تكليف رئيس للحكومة من دون أن يكون على توافق معه ومتفاهماً معه على هويتها، سائلاً: «هل الأكثرية تكون مجرد اتفاق 3 أو 4 أحزاب مع أربعة أو خمسة أشخاص حردانين؟ ».
إلى ذلك، أشارت مصادر صحافية أمس إلى أنّ نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية، جيفري فيلتمان، سيصل بيروت يوم غد في زيارة قد تستمرّ لثلاثة أيام يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين الرسميين والسياسيين.



برّي و1701

أكد الرئيس نبيه بري بعد لقائه قائد قوات اليونيفيل، الجنرال ألبرتو أسارتا، أن المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مارون الراس «لم يكن لها أيّ مبرّر سوى العدوانية المتأصلة لدى الإسرائيليين، وهي خرق كبير للقرار 1701 لما تمثّله من تهديد للأمن والاستقرار»، طالباً من اليونيفيل تزويد الأمم المتحدة بحقيقة ما جرى.