جاءنا من مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس أسامة حمدان، الآتي: «تعقيباً على ما أدلى به الأخ الدكتور محمود الزهار لصحيفة «الأخبار» في عددها الصادر الثلاثاء الموافق 24 أيار 2011، بشأن تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ـــــ حماس الأخ المجاهد خالد مشعل، في حفل توقيع اتفاق المصالحة، فإن الحديث الذي أدلى به الدكتور الزهار يعبر عن موقف شخصي، وإن من يعبر عن مواقف الحركة وسياساتها هو رئيس المكتب السياسي للحركة وقائدها، والأخوة أعضاء قيادة الحركة، وما يعلنه الأخ رئيس المكتب السياسي هو تعبير دقيق عن مواقفها، ما لم يصدر المكتب السياسي للحركة استدراكاً أو توضيحاً، باعتباره الجهة الوحيدة المخولة في الحركة بإصدار التوضيحات لتصريحات ومواقف أعضاء قيادة الحركة ورموزها. وبناءً عليه، إن الحديث الذي أدلى به الأخ الدكتور الزهار خروج عن الأعراف والقواعد التنظيمية التى انتهجتها حركة حماس، ومخالف لسياساتها المعتمدة».
تعليق الزهار الأوّل على حديث مشعل جاء في مقابلة مع صحيفة القدس الفلسطينية، غير أن مكتب «حماس» في دمشق آثر الاعتصام بالصمت، من دون إبداء تعليق سلبي أو إيجابي. غير أن تكرار الزهار لموقفه في المقابلة التي نشرت أمس في عدد «الأخبار»، استدعى رداً من المكتب السياسي لـ«حماس» في دمشق؛ إذ سارع عضو المكتب السياسي، عزت الرشق، إلى إصدار بيان رأى فيه «أن تصريحات الأخ الدكتور محمود الزهار خطأ، ولا تعبّر عن موقف الحركة ومؤسساتها، وتمثل خرقاً للتقاليد التنظيمية المعمول بها في الحركة، ولا يجوز أن تصدر عنه بحق رئيس الحركة وقائدها».
وفي بيان صدر في غزة، قال صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، إن تصريحات الزهار والرشق تأتي «من قبيل التلون داخل إطار الجسم الحركي الواحد»، نافياً بدوره أي خلافات داخل قيادة حماس «التي هي قيادة موحدة في الداخل والخارج بقيادة الأخ خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي)». وشدد على «وحدة الحركة وقوّتها وتماسكها ووحدة برنامجها المقاوم في وجه الاحتلال، وحفاظها على مصلحة الشعب الفلسطيني»، واصفاً ما نشر في وسائل الإعلام حول خلافات بين الزهار وقيادة حركته بأنها أخبار «كاذبة ومدسوسة».
في المقابل، أبدت مصادر في الحركة لـ«الأخبار» امتعاضها من تصريحات الزهار، مشيرة إلى أن لديه مشاكل مع الغالبية في «حماس» في داخل غزّة وخارجها. ورأت أن الزهار يخلط بين مهمة «وزير خارجية الحكومة (المقالة في غزة) ووزير خارجية «حماس»». وأوضحت أن مواقف الزهار تنطلق من رؤيته بأن غزة دفعت الثمن الأكبر بالنسبة إلى «حماس»، وبالتالي فإن من حق كوادرها أن تأخذ دور قيادة الحركة، وهو ما ترفضه المصادر بالتأكيد أن الأفضل لـ«حماس» أن تكون قيادتها في الخارج، مستدلة بتجربتي حصار غزة من إسرائيل وملاحقة السلطة لأعضاء «حماس» في الضفة، موضحة أن ما أنقذ الحركة هو وجود قيادتها في الخارج.
ونفت المصادر أن يكون السجال بين الزهار ومشعل إشارة إلى وجود أجنحة في الحركة، مشيرة إلى أن القيادي في غزّة يعبّر عن «رأيه الشخصي»، غامزة من قناة أن الزهار لا يعد من الرعيل المؤسس في «حماس»، إذ إنه دخل إلى الحركة في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.
وكان الزهار قد قال إن تصريحات خالد مشعل حول «إعطاء مهلة» للمفاوضات مع اسرائيل لا تمثّل «حماس». وأوضح «موقف خالد مشعل لم نكن نعلم به ولم يستشرنا فيه أحد. بالتالي هذا موقف غير صحيح. نحن لم نعط فتح في يوم من الأيام فرصة أو تفويضاً كي تفاوض عنا أو عن الشعب الفلسطيني». وأضاف أن «من يقول إننا فوضناها أو نفوّضها لمزيد من التفاوض فموقفه لا يمثل موقف الحركة».
(الأخبار، أ ف ب)