خاص بالموقع- ما زال غياب الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي يتعافى في كوبا، يثير التكهنات بشأن وضعه الصحي، بسبب شحّ المعلومات وضبابيّتها، فيما يتحدد هذا الاسبوع موعد عودته. تشافيز خارج فنزويلا منذ 5 حزيران، عندما بدأ جولة قادته إلى البرازيل والإكوادور وكوبا، حيث هبط في الثامن من حزيران الحالي، بينما أطلّ وزير خارجية بلاده نيكولاس مادورو، على التلفزيون بعد يومين، ليعلن أنه أجريت عملية جراحية لتشافيز و«قد نجحت واستُئصل له ورم حوضي».
وبدأت منذ لحظة الإعلان التساؤلات وكل أنواع التكهنات التي تغذيها السريّة، حيث نشطت المعارضة لتطالب بتسلّم نائب الرئيس للسلطة، للتدليل على أن تشافيز «لا يسلّم حتى لجماعته».
في 12 حزيران، بثّت شبكة «تيلي سور» مكالمة هاتفية مع تشافيز أعطى فيها تفاصيل عن العملية وعن الفحوص «التي أكدت عدم وجود خلايا سرطانية». وأكد أنه في حالة جيدة «وإلا لكنت بادرت أنا إلى تسليم نائب الرئيس. أما المعارضة فتريد البلبلة لا غير». ولشرعنة عمله «الداخلي» من الخارج، أقرّت له الأكثرية في البرلمان الفنزويلي قانوناً يمنحه «حق الحكم والتوقيع من كوبا طوال فترة تعافيه».
يوم الجمعة الماضي كان موعد معركة كارابوبو، إحدى أهم معارك الاستقلال التي تحتفل فنزويلا بمئويتها الثانية حالياً. في هذا اليوم أرسل تشافيز على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي 4 رسائل في «يوم جيشي المشرق»، واحدة إلى الجنود وأخرى إلى قائدهم وثالثة إلى الشعب ليقول «كارابوبو مستمرة»، وأخيرة إلى الثورة التي يصفها بـ«الظافرة».
لكن في مساء الجمعة، أطلّ مادورو مجدداً على التلفزيون ليربط بين تشافيز والنضال الشعبي في هذا اليوم، ويتحمّس ويقول «هنا وهناك، إنها معركة الحياة». غداة هذا الاحتفال، أصدرت بعض الصحف الدولية عناوين ـــــ تتجاهلها الصحف المحلية المعارضة ـــــ بعنوان «تشافيز: المعركة من أجل الحياة».
وأمس، حاول تشافيز تصحيح «هفوة» مادورو، وأرسل ثلاث رسائل على «تويتر»: في الأولى، تحدث عن برنامج السكن الشعبي للتدليل على أنه يتابع الأمور. وفي الثانية شكر الوزراء والحكومة على «عملهم الرائع»، وفي الثالثة أعلن وصول ابنته وأحفاده الـ3، وسيلة لائقة للانسحاب من مريديه، حتى إشعار آخر.
يبدو أن لا شيء يدل حتى الآن على أن لتشافيز مشكلة صحية تستحق القلق. شقيقه آدم الذي التقاه، قال الأربعاء الماضي، «لا نعرف موعد العودة، القرار للأطباء، ولكن بعد 10 أو 12 يوماً سيكون بيننا. ثقوا بي، أنا أتيت من كوبا أمس». لكن في عالم تشافيز المسكون بالتواريخ البوليفارية، الروزنامة الثورية عنصر أساسي في الأداء. معركة كارابوبو مهمة جداً، ولكن الأهم هو 5 تموز، الموعد السياسي للاستقلال. وإذا صحّت توقعات آدم، فقد يحضر تشافيز المناسبة.