أصدرت «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» (PACBI) واتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية، و«الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين»، و«جمعية أساتذة الجامعات ـ غزة» بياناً نددوا فيه بالحملة الاسرائيلية على جوديث بتلر التي تسلّمت يوم الثلاثاء الماضي جائزة «أدورنو» في فرانكفورت، هي المعروفة بنقدها الشرس لاسرائيل ودعمها لـ«حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها» (BDS).
وأعرب هؤلاء في بيانهم عن «تضامننا الكامل مع جوديث بتلر في مواجهة الهجمات الشرسة الأخيرة، وحملات التشويه وكمّ الأفواه التي تتعرض لها الفيلسوفة الأميركية الشهيرة من قبل إسرائيل والجماعات الصهيونية في الغرب في محاولة منها لحرمان بتلر من الجائزة الألمانية المرموقة.
لقد استحقت جوديث بتلر، بإنسانيتها وفكرها النقدي وإنتاجها الثقافي المتميز، بجدارة هذه الجائزة وجوائز أخرى عديدة. إن السبب الرئيسي الكامن وراء هذه الحملة العدوانية ضد جوديث بتلر هو دعمها الصريح لـ«حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها» (BDS)، الحركة ذات القيادة الفلسطينية والحضور العالمي المتنامي باطراد، التي تدعو إلى حملات ضغط فعالة ومستدامة في كافة المجالات ضد إسرائيل ومؤسساتها المتواطئة (...) إن إثارة جوديث بتلر لهويتها اليهودية ومبادئ العدالة الاجتماعية المرتبطة بها لتحدّي الهيمنة المقيتة من قبل إسرائيل والحركة الصهيونية العالمية على مفهوم اليهودية واحتكارهما له، جعلت منها هدفاً مُلحّاً على نحو خاص لحملات الدعاية التي تشنها إسرائيل وجماعات الضغط الموالية لها حول العالم.
لقد كتب المفكر الفلسطيني الكبير إدوارد سعيد ذات مرة: «ليس في ذهني ما يستحق الشجب أكثر من تلك العادات الفكرية لدى المثقف الباعثة على التَجنُّب، ذلك الابتعاد المعتاد عن اتخاذ موقف صعب ومبدئي يعرف المرء أنه الموقف الصحيح، ولكنه الموقف الذي يقرر عدم اتخاذه.. إن عادات العقل هذه، للمثقف، هي مُفْسِدة بامتياز. لقد واجهت هذه العادات شخصياً في واحدة من أعقد القضايا المعاصرة كلِّها، فلسطين، حيث أعاق الخوف من التحدث علناً ​​عن أحد أعظم أشكال الظلم في التاريخ الحديث الكثيرين ممن يعرفون الحقيقة وموقعهم يسمح لهم بأن يخدموها، وأغشى أعينهم، وكمَّمَ أفواههم. فبالرغم من سوء المعاملة وتشويه السمعة اللذين يتعرض لهما كل من يجهر بمناصرته للحقوق الفلسطينية وحق تقرير المصير، تستحق الحقيقة أن تُروى، وأن يمثّلها مثقف جريء ومتعاطف».
جوديث بتلر هي مثال لـ«المثقفة الجريئة المتعاطفة»، ونحن إذ نحيي شجاعتها، ندعو كل أكاديمي/ة ومثقف/ة يـ/تحترم نفسه/ا للوقوف معها ضد المحاولة اليائسة والانتقامية لإسكات صوتها.