ويكيليكس | أحمد الأسعد مستاء. هو لا يفهم لماذا لم ينجح حقّاً في الحياة السياسية بعد (إن في البرلمان أو الحكومة). فهو بيك إبن بيك، ولديه تاريخ من الاقطاع والاموال، علاقاته جيدة مع معظم فريق ١٤ آذار، أشهر معاداته لحزب الله، وقدّم أوراق اعتماده أكثر من مرّة للسفارة الأميركية في بيروت. والأهمّ، أن ممثلين عن الحكومة الاميركية وعدوه خلال زيارته لواشنطن في كانون الثاني عام ٢٠٠٨ بدعم سياسي ومالي. فلماذا لم ينجح الأسعد يا ترى؟ من جهته، هو متأكد أن عدم استضافته في برنامج «كلام الناس» على شاشة «المؤسسة اللبنانية للارسال» هو أحد الأسباب الجوهرية لفشله.
تعرّف السفير الاميركي جيفري فيلتمان إلى أحمد الأسعد عام ٢٠٠٦ عن طريق «النّقّ». ففي لقاء جمع الأسعد بأحد دبلوماسيي السفارة في شباط عام ٢٠٠٦ (06BEIRUT336)، تأفّف «الشيعي المستقلّ» ابن الجنوب من قوة حزب الله المتعاظمة وأبدى استياءً من سيطرة الحزب على الدوائر الانتخابية وعبّر عن انزعاج من ازدياد شعبيته في المجتمعات الشيعية. لكن الأسعد لم يكتف بـ«النقّ» بل اقترح حلّاً على الأميركيين يقضي بأن «يستبدل الرئيس فؤاد السنيورة الوزراء الشيعة في الحكومة، وأن يعيّنه هو كأحد الوزراء الشيعة الجدد».
مطلب الأسعد حجْزَ مقعد له في البرلمان أو الحكومة رافقه خلال كل لقاءاته مع السفراء والدبلوماسيين الاميركيين وحمله معه حتى الى واشنطن. وفي واشنطن، «وعده رسميون أميركيون بالدعم السياسي والمالي» كما يقول الأسعد «مبتهجاً» في لقائه مع القائمة بالأعمال الاميركية ميشيل سيسون في آذار عام ٢٠٠٨ (08BEIRUT358).
الأسعد عبّر لسيسون في هذا اللقاء عن نيته «العودة الى واشنطن في شهر أيار برفقة عدد من مناصريه» كما أكّد «استعداده تنظيم مؤتمر للشيعة في بيروت برعاية الحكومة الأميركية».
الأسعد عاد مجدداً لـ«النقّ» أمام سيسون هذه المرّة، فأخبرها عن التعتيم الاعلامي على الشيعة المستقلين بسبب خشية بعض المحطات كـ«المؤسسة اللبنانية للارسال»، مثلاً، من مهاجمة حزب الله على الهواء. لذا، طلب الأسعد من سيسون «أن تكلّم المدير العام لـLBC بيار الضاهر ليضمن له إطلالة في برنامج «كلام الناس» مع مارسيل غانم»، كما ورد في البرقية. الأسعد، من جهة اخرى عبّر عن رضاه عن جريدة «النهار» التي تنشر له تصريحاته وبيانات حزبه «الانتماء».
لكن، «نقّ» الأسعد ومحاولاته الحثيثة لتسويق نفسه للاميركيين وتضخيم شعبيته وقدراته على الارض لم تنجح في إقناع سيسون. فهي كتبت في ملاحظاتها «إن قدرات الأسعد وتأثيره مشكوك بهما». ونقلت عن باقي «الشيعة المستقلين» قولهم إن «أنانية الأسعد وحبّه لذاته كبيران جدا وهو يرفض التعاون مع الآخرين ويريد أن يستأثر وحده بكل شيء».
رأي زملاء الأسعد به أُثبت خلال لقاء السفيرة سيسون يرافقها الدبلوماسي روجر كوهين بعدد من «الناشطين الشيعة المستقلين» كان الأسعد من بينهم لمناقشة «سبل مواجهة حزب الله». سيسون وكوهين خرجا باستنتاج أن الأسعد كان «الأقلّ تأثيراً من بين هؤلاء وقدّم مشروعاً غير مدروس بشكل جيد وطلب مبالغ كبيرة من المال». الأسعد، حسب البرقية (08BEIRUT919) اقترح أن تقوم الحكومة الاميركية بتمويل «مجموعة الخيارات اللبنانية» التي أسسها واضعاً ٣٠٠ رجل دين على payroll المجموعة. كما دعا إلى عقد مؤتمر شيعي إقليمي في بيروت «يكون الخطوة الاولى التي تطلق المخطط الأكبر لمجموعته» حسب قوله. الأسعد، أبدى للأميركيين عدم اقتناعه بمبادرة إنشاء هيئة تضمّ الشيعة المستقلين ووصفها بـ«غير الواقعية» كون «مجموعة الخيارات اللبنانية» هي «الوحيدة التي تمثّل الواقع الشيعي».
آخر برقية منشورة عن اجتماع لسيسون ووفد من الكونغرس مع أحمد الأسعد (09BEIRUT234) كان لا بدّ أن تحوي بعض... «النقّ» من جانب الأسعد أيضاً وأيضاً. إذ بعد لقائها بأكثر من شخصية «شيعية مستقلة» وصفت سيسون الأسعد بـ«الأكثر تعبيراً عن خيبة أمله من سعد الحريري وفريق ١٤ آذار». إذ رأى الأسعد أن «الحريري أضاع فرصة تقوية موقفه عند الشيعة» بعدم إدراج أي من «الشيعة المستقلين» في لوائحه الانتخابية.