ذكر المحلل السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إليكس فيشمان، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، منح دولة الاحتلال الضوء الأخضر لشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزّة، وسط تحليلات إسرائيلية تصبّ في الاتجاه نفسه. وقال فيشمان إن «تصريحات السفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو، التي ذكر فيها أن إسرائيل تمتلك الحق في الدفاع عن نفسها وعن سكانها دليل كافٍ تماماً على تأييد أوباما لتلك العملية، وخصوصاً أن شابيرو لا يجرؤ على التفوه بتلك التصريحات من دون الرجوع إلى البيت الأبيض في واشنطن». وأشار إلى أن «شابيرو يعني أن الولايات المتحدة ستتفهم قيام إسرائيل بعملية عسكرية إسرائيلية في غزة»، منبهاً إلى أن الكرة الآن في كل ما يتعلق بالقيام بتلك العملية أصبح في ملعب حكومة تل أبيب وقيادة الجيش. اللافت أن فيشمان، المعروف بصلاته القوية بصانعي القرار في تل أبيب، قال إنه لم يعد أمام إسرائيل أي مناص من شنّ عملية عسكرية كهذه، زاعماً أنّ حركة «حماس» تجاوزت خلال اليومين الماضيين جميع الخطوط الحمراء، وأظهرت جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما لو أنّه مجموعة من العاجزين غير القادرين على توفير الحماية المطلوبة للسكان المدنيين في المنطقة الجنوبية، الأمر الذي سيجعل من قيام إسرائيل بهذه العملية مسألة حتمية.
وخلص المحلل الإسرائيلي البارز إلى أنه «يوجد تخوف جدي من بعض الساسة الإسرائيليين، ممن يرون أن القيام بتلك العملية قد ينعكس سلباً على إسرائيل، حيث سيؤدي إلى سقوط حركة حماس ومن ثم الإتيان بحكومة أكثر تشدداً منها، وبالتالي يجب على إسرائيل الحذر وأن تحقق هدفاً واحداً فقط من مبادرتها بالقيام بأي عملية عسكرية، وهو وقف إطلاق النار من القطاع على إسرائيل لأطول فترة ممكنة». وأشار فيشمان إلى «إمكانية تحقيق هذا الأمر من خلال إلحاق أضرار كبيرة بمواقع السلطة وبنيتها التحتية وبالمواقع العسكرية التابعة لحماس والجهاد الإسلامي».
وفي السياق نفسه، تطرق محللون إسرائيليون إلى احتمال قيام إسرائيل بعملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة. وكتب يوسي يوهوشا في صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «حاول نتنياهو في تصريحاته خلال اجتماع الحكومة تهيئة الرأي العام لاحتمال من هذا النوع». وتابع: «وعرضت عليه أيضاً خططاً أُعدّت... كمقدمة لعملية محتملة».
من جهته، كتب يواف ليمور، في صحيفة «إسرائيل اليوم» المجانية والمقربة من نتنياهو، أن الخطة الحالية ستتضمن «عدداً من مراحل الرد». وأضاف: «في حال مواجهة النيران الإسرائيلية نيراناً فلسطينية، سينتقل الجيش إلى المرحلة التالية. وإن واجهت النيران الإسرائيلية ضبط نفس فلسطينياً، يتحقق الهدوء».
كذلك أشار مسؤولون سابقون إلى تصعيد العمليات، وقال رئيس هيئة الأركان السابق دان حالوتس، إن الوقت حان «لتجديد عمليات القتل المستهدف لكبار قادة حماس». وأضاف: «قبل الشروع في عملية عسكرية واسعة يجب تجربة أشياء أخرى»، موصياً بعمليات «قتل مستهدفة ومهاجمة كل الممتلكات التي تعود إلى حماس». وأضاف في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «هناك دولة لديها حكومة، وهي مسؤولة عما يحدث في أراضيها، على إسرائيل أن ترد».
رغم التهديدات الإسرائيلية، فإن ما تخفيه دولة الاحتلال هو خوفها من المقاومة الفلسطينية، وهو ما عبّر عنه تقرير لصحيفة «معاريف» وصف الشهر الماضي وبداية الحالي بالشهر الأسود، في ما يتعلق بلواء «جفعاتي» المنتشر في منطقة «غلاف غزة»، والموصوف باللواء الأكثر معرفة بالمقاومة الفلسطينية، لكنه بات لا يدرك كيفية التعامل مع هذه المقاومة جراء التطورات التي دخلت عليها، وهو ما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات داخل صفوفه خلال الأسابيع الماضية، كانت آخرها ليلة السبت الماضي.
(الأخبار)