بقدر ما أن البرازيليين ينتظرون بفارغ الصبر إعلان هوية مدرب منتخبهم الوطني بعد إقالة مانو مينيزيس من منصبه، يترقب العالم بأسره هذا الأمر لما يمثله المنتخب البرازيلي من قيمة كبرى لدى عشاق كرة القدم. اذ نحن نحكي هنا عن المنتخب الساحر الذي حمل كأس العالم 5 مرات (رقم قياسي) وقدم إلى العالم أساطير كبيليه وغارينشيا وزيكو وسقراطيس ورونالدو وريفالدو وروماريو والكثير غيرهم.
وأكثر من ذلك، إن استضافة البرازيل للمونديال المقبل عام 2014، يجعل من تعيين مدرب جديد للسيليساو مسألة بالغة الأهمية في البلاد، إذ بدا واضحاً في المباريات الودية أن المجموعة الحالية الشابة تحتاج إلى مدرب نوعي لاستلام زمام الأمور.
من هنا، تبدو الأنظار متجهة إلى الاتحاد البرازيلي لكرة القدم المعني الأول باختيار المدرب الجديد. وليس خافياً أن الرأي العام البرازيلي يضع يده على قلبه من مغبة الوقوع في خطأ سيكون فادحاً قبل نحو عام ونصف من انطلاق المونديال الذي يعوّل عليه البرازيليون كثيراً من أجل أن يعيد البلاد إلى الريادة العالمية.
هذا الشعور في الشارع البرازيلي لم يأت من فراغ طبعاً، إذ يكفي فقط التوقف عند إقالة مينيزيس نفسه، حيث بدا واضحاً أن توقيت تنحيته جاء خاطئاً بكافة المقاييس، إذ كان من الأجدى عزله بعد الفشل الذريع في «كوبا أميركا» الصيف قبل الماضي، أو حتى بعد الفشل في الاستحقاق التالي في أولمبياد لندن في الصيف الماضي.
وهذه المسألة، أي توقيت الإقالة، لقيت انتقادات من الرأي العام ومن نجوم سابقين كزيكو، مدرب العراق الحالي، وكارلوس ألبرتو.
إذاً، المشكلة في البرازيل تبدو مشكلة إدارة ليس أكثر. وهذا الأمر الذي دفعت ثمنه البلاد كثيراً في بعض الفترات، وخصوصاً في السنوات الأخيرة. هذه النقطة تتضح أكثر عندما ننظر إلى الكمّ الهائل من المدربين الذين أشرفوا على المنتخب الوطني. نعم، تخيلوا أن البرازيل بدلت مدربيها بواقع 33 مرة. رقم مخيف يؤكد، قبل كل شيء، سوء الانتقاء من قبل الاتحاد الكروي في بلاد بيليه. وإذا كان اختيار مينيزيس قد بدا مفاجئاً لكثيرين لسجله الهزيل في بلاده، مقارنة بمدربين كبار ككارلوس ألبرتو بيريرا وماريو زاغالو، فإن التجارب في السنوات الأخيرة على الأقل تحكي عن إرباكات عديدة وتخبط لا مثيل له عندما عُيِّن، على سبيل المثال، مدربون محليون على شاكلة فاندرلي لوكسمبورغو الذي لم يصمد إلا عامين، ومن ثم وراءه مباشرة ايمرسون لياو الذي بقي في منصبه عاماً يتيماً فقط.
الأمور الآن في يد شخص واحد هو جوزيه ماريا مارين، رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، الذي يبدو محتاراً بين لويس فيليبي سكولاري وماوريسيو راماليو، مدرب سانتوس، وتيتي، مدرب كوريثنيانس، وأبيل براغا، مدرب فلوميننسي، بعد أن تردد أنه استبعد الإسباني جوسيب غوارديولا لرفضه أن يقود مدرب اجنبي منتخب البرازيل. خطوة أولى تبدو ناقصة، يتمنى كثيرون في البرازيل أن لا تتكرر مع سكولاري؛ فالرجل، استناداً إلى قيادته البلاد سابقاً الى اللقب العالمي الاخير (2002)، ونظراً إلى عامل الوقت الذي يفصلنا عن كأس العالم يبدو، منطقياً، الأجدر لتولي المهمة، وهذا ما يوضحه الاستطلاع الذي قامت به صحيفة «او غلوبو» الشهيرة، حيث حصل «فيليباو» على 36% من الأصوات مقابل 21% لراماليو و17% لبراغا و4% لتيتي.



خلافات في الاتحاد البرازيلي

يمكن تلمّس سوء الإدارة في الاتحاد البرازيلي لكرة القدم من خلال إقالة مانو مينيزيس، اذ اشتكى اندريس سانشيز، مدير المنتخبات الوطنية في الاتحاد، من أن رئيس الأخير، جوزيه ماريا مارين، لم يستشره في قرار الإقالة.