بقيت معظم المؤسسات الإعلامية الغربية مستنفرة لمتابعة أخبار العالم العربي خلال عام ٢٠١٢، وانصبّ تركيزها على الأزمة السورية. لكنّ الإعلام نفسه الذي واكب ثورات عام ٢٠١١ بحماسة كبير متبنّياً الحرب على ليبيا في العام نفسه، وقع في حيرة من أمره بعد سنة: كيف يتعاطى مع واقع ما بعد الثورات؟ تونس مثلاً، غابت بنحو شبه كلي عن تغطيات الصحافة الأميركية والبريطانية والفرنسية، ما عدا بعض الأحداث البارزة التي ضجّت بها مواقع التواصل الإلكتروني.

ليبيا أيضاً لم تحظ بالاهتمام اللازم، وخصوصاً إذا قارنّا بين المساحة الإعلامية التي احتلها البلد قبل الحملة العسكرية عليه وبعدها.
ولعلّ أبرز ما أنجز إعلامياً حول البلد الممزّق هو تحقيق فرنسي للصحافي باتريك شارل ميسانس عرضته قناة «كانال بلوس» بعنوان «الغاز والبترول: حروب سريّة».
في مصر أيضاً، تاه الإعلام الغربي بين رئيس منتخب ديموقراطياً ومعترف به من قبل الحكومات الغربية، ومعارضين له ما زالوا ينزلون إلى الشارع ويصفونه بـ«الديكتاتور».
أما في سوريا، فقد وقع معظم الصحافيون في فخّ الحماسة وعدم الدقّة، فنقلوا عن مصادر غير موثوقة أخباراً أمنية حساسة وأشرطة مركّبة وصوراً مزيّفة، كشفت لاحقاً في الإعلام الغربي نفسه.
كذلك سلّم معظم الصحافيين مع المعارضة السورية بداية العام بأن لا وجود لتنظيم «القاعدة» في الميدان السوري، لكنهم تراجعوا عن ذلك بعد أشهر واعترفوا بنشاط «جبهة النصرة» الملحوظ في المعارك الدائرة حتى الآن.
البحرين ظلّت «محرّمة» على عدسات الكاميرات وعلى المراسلين بقرار ملكي ومن دون أن تسجّل المؤسسات الإعلامية الغربية الكبرى أي احتجاجات مهمة على «التعتيم الإعلامي» المفروض على تحركات المعارضين البحرينيين ومصيرهم.
إلكترونياً، سجّل موقعا فايسبوك وتويتر تفوقاً ملحوظاً على الإعلام التقليدي، وخصوصاً في موسم الانتخابات الأميركية، حيث أطلقت الحملات وجرت مواكبة التصويت وصدور النتائج. وجاءت تغريدة الرئيس باراك أوباما «أربع سنوات إضافية»، لتسجّل رقماً تاريخياًً بين تغريدات موقع تويتر الأشهر والأكثر تداولاً.
(الأخبار)