في بلد يُعتبر فيه الأجنبي ــ خصوصاً السوري والفلسطيني ـــ متّهماً حتى إثبات العكس، فيما لا يزال قانون عقوباته يحوي مادةً تعفي المُغتصب «في حال أقدم على الزواج من ضحيّته» (المادة 522)، وتُذعر فيه بعض المجموعات من «تمدّد» غيرها من الفئات و«توسّعها الديموغرافي ونسبة الولادة المرتفعة»، خرجت مجموعة جديدة لتقول: لا للعنصرية! آخر أشكال الرفض تجسد في فيديو لا يتعدى الدقيقتين، اُستوحي من بعض خطابات السياسيين اللبنانيين أخيراً بشأن اللاجئين السوريين، ومن إحدى حلقات برنامج «حرتقجي» على الشاشة otv التي تعاطت بسخرية مع الموضوع، إضافة إلى فيديو نشر على يوتيوب يشير إلى «زيادة عدد الجرائم» بالتزامن مع ارتفاع عدد اللاجئين مرتكزاً على «حقائق» قُدّمت على شكل غرافيكس.
هكذا، قرّرت «حركة مناهضة العنصرية» في لبنان نشر فيديو جديد «رداً على الخطاب العنصري»، فحصد أكثر من 8900 مرة مشاهدة في أقل من 48 ساعة على نشره على القناة الخاصة بالحركة على يوتيوب. تميّز العمل بالجدية في مقاربة مأساة اللاجئين السوريين في لبنان بدءاً بسوء معاملتهم، وتحميلهم مسؤولية التحرّش المنتشر على الطرقات، مروراً بنغمة «خوف الأقليات»، ووضع المناطق اللبنانية المحرومة، وصولاً إلى «شفط» مساعدات النازحين وغيرها. وينتهي الفيديو بـ«المشكلة مش عند اللاجئين... المشكلة عنا».
لكن ما هي هذه الحركة التي تتمتع بحضور قوي جداً في العالم الافتراضي؟ «نحن مجموعة مستقلة لا تتعدى الـ 15 شخصاً، أسسنا جمعية في العام 2010، ونعمل على نبذ ومحاربة كل أشكال العنصرية في المجتمع اللبناني»، تقول يارا شحيّد إحدى الناشطات في المجموعة. توضح الشابة التي انضمت حديثاً إلى موقع NOW الإخباري أنّ نشاط الحركة يشمل العمل مع كل الأقليات والمهمّشين في لبنان. وفيما يستمر تركيز Anti-Racism Movement على مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ الناشطون أمس التحضير لشريط جديد يتناول وضع اللاجئين السوريين والفلسطينيين، على أن يعرض في نهاية الأسبوع المقبل. وتعمل الحركة على الأرض أيضاً، إذ تتعاون حالياً مع جمعية «سوا لأجل سوريا». ومن المقرر أن ينزل هؤلاء الناشطون إلى الشارع في الأول من أيّار (مايو) المقبل للمطالبة بإلغاء نظام «الكفالة» الذي يحكم العمّال الأجانب في بلاد الأرز. (صفحة الحركة)





تحيا الـ «نسوية»

في الوقت الذي ينتظر فيه التحرّك الميداني المقبل يوم «عيد العمّال»، دعت «حركة مناهضة العنف في لبنان» إلى جلسة مع وزير العمل السابق شربل نحاس الذي سيحاضر في نظام الكفالة في لبنان. يعتبر هذا النظام أحد عناصر القمع والظلم الرئيسية الذي يواجهه العمّال الأجانب في لبنان، إذ يلزمهم بصاحب عمل واحد، وينفي حقّهم بحرية التنقل والعمل، كما يمنح الحرية المطلقة لأرباب العمل بمعاملتهم كما يشاؤون وبلا قيود. يعقد اللقاء يوم الإثنين المقبل عند الساعة السادسة مساءً في «مقهى نسوية» في منطقة مار مخايل في بيروت.