صحيح إنّي من أسبوع بالظبط نشرت مقالة بعنوان «فايت بالـ57» وكان المقال فيه نسبة من الاستطراد عالية عموماً ما بتقبل فيها الهيأة العامة لمجلس الأمن ولا مدير تحرير عادي طبعاً ببلد متطوِّر صناعي إلو تاريخ أدبي وفلسفي وعندو قيمة ودقة باستعمال الكلمات والإعراب والصرف والنحو وقيمة لشو كمان؟ للوقت!! إنما نحنا شعب حكي... وكلّنا.. ومن هيك بعاد شوي عن الأرقام. كان المعنى الحقيقي للمقالة، ولعنوان «فايت بالـ57»، أكيد بينقال بجمل أقل وبالتالي بمجموع أقصر، يعني قراءتو بتاخد زمن أقلّ، بس هيك صار واسترسلت بالماضي وبالعمر اللي انقضى وبالأيام الكتيرة اللي ولِّت، شفتو كيف؟ جملتيْن لقول جملة: «عمر انقضى». طيب ما خلص، شو بدّي أكتر من «انقضى». لأ، في كمان «إيام ولِّت»... فوقها ووراها ويمكن أضعف منها، المهم إنو مش من واحدة ولا واحد بيمشي الحال... ما نحنا ما منقدر ناكل صنف واحد عالغدا مثلاً، بدّن يكونوا أقل شي صنفيْن وإذا ما فيه بيصير التاني كل شي متوفِّر: صحن زيتون، ربطة فجل، صحن زغير لفت، نعنع، رشاد، والرشاد بياخد عالزيتون والزيتون بيقدر ياخد عالخيار والخيار بياخد عاللبنة. مش معقول... مقالة الاثنين الماضي، قالولي عدّة أشخاص إنو حبّوها وفي ناس شافوا فيها شي من الحزن وكتِّر خيرهن... لأنو مظبوط أنا عم جرب آخدها بمزحة، لأنو الناس ما قاريينّي إلاّ هيك، بالإجمال يعني، ما تعَوْرْضوا. هاي حياتي اللي مش ناجحة أبداً برأيي، بحياتي. معليش الله يرضى عليكم.
هلق إسم المقالة اليوم ليه هيك؟ ليه «إلاّ 57»؟ لأنو صراحة وهلق شيلوا المزح، ما بعرف وين بتحطّوه، بس شيلوه من هون... حطّوه بالصفحة الثقافية، أو بالإقتصاد، هاو صفحتيْن ميّتين يمزحوا، بس عم يجيهن ملاحظات أحياناً. وإبراهيم الأمين ما بينطاق. يعني معقول هيك حياة إقتصادية تتغطّى بمزحة؟! معقول تضَحِّك أول مرّة، بعدين ما بيعود حدا يقراه، لأنو بيفكروه عم يمزح. خلّوا الرحباني يمزح، أيواااااه.
هاي المقالة اليوم، ومش مقالة حتى، جملة، فكرة إلي سنة بلّشت فكِّر فيها بعد ما وعيت مرة مأخّر بنهار كتير مشمس لدرجة فات لجُوّا، انتبهت عالفَيقة مجيَّز، كوني بايت على حلقة عالـNTV عن التقاعد، كم سنة بعد إلي أنا للتقاعد. مشي...! الإنسان بيقول مشي عن 8 سنين ممكن، وبسهولة إذا ما بقى في غيرهن. طبعاً، مريض السرطان أحياناً إذا الحُكما قالوا لأهلو «بيعيشلو» سنة برياحة، أهلو بيشوفوا السنة دهر! رهيب الوقت وأقل شي بيشبه الوقت: ساعة اليد، أو الحائط أو محطة التران. الساعة بتشبهنا نحنا ومن صنعنا نحنا وبتشبهنا إلنا، الوقت ما بيشبهنا بشي... ليك 5 ساعات نوم عميق، كيف كأنهم 5 أو 10 دقايق، نحنا منقول هيك! نحنا اللي اخترعنا الساعة واللي السويسرانيي برعوا فيها... إيه والله... ليك كيف مرق الوقت بسرعة!... يا حرام الشوم، مين مرق بسرعة؟ ليش هوي عا ذوقك وذوقو بيبدِّل سرعات؟ شو أوتوماتيك هوي؟ ولاه كم مرة صرت سائلني: «قدي الساعة»؟ وأنا مجاوبك، «بعدها عشرة وعشرة» ومش عم تصدِّق الساعة اللي إنتِ مخترعها وشاري وحدة بينجاب بسعرها سيارة متواضعة... سيارة!! والسيارة بتختصر الوقت وفيها على سبيل المثال كذا نوع ساعة... وكلو بينقاس وفي اتفاق ضمني بين البشر على قياسات ليعرفوا يحكوا مع بعض بالموجود ومش بالمحسوس!!...
مختصر، صار لازم جدّ وضِّح، عمّ بوقع بنفس غلطة المقال الماضي، بس حسّيت هيداك النهار عا بكرا إنو وقت عمري مرق، عا مهلو، بسرعة، ما بيهم هيدا بالنسبة إلي. أما هوّي الوقت، فآخد وقتو اللي دايمن بياخدو.. وفتت بالـ57.. وكتير عمر 57، خلص بلّش يقرب من الستين، والستين أعلى من الـ50 فكيف من الـ30... هاي لحظات بتمرق ما بسترجي وقِّف عندها... دغري بعمل شي تاني، وعادةً شي يدوي. بس المهم، واللي ريّحني، حتّالي قمت وضهرت ورحت عا شِغلي متل النهار اللي قبل، فكرة وحدة ومظبوطة وعلمياً مقبولة: الحمدلله إنو من راس السنة لآخرها رح يضلّ عمري 57... منيحة... يعني تصوّروا 12 شهر دَكّ ورا بعض عم يمرقوا عليِّ وكل واحد 4 جُمَع عم بيفوتوا بالدور وضدّي هنّي، وأنا عمري باقي 57... لازم جدّ أشكر ربّي كل يوم مية مرّة، يعني إذا قلنا 100 ضرب 365 يوم: 36500 مرّة... أقلّ شي... لتفوت الـ58، ساعتها بوقِّف الشكر وبعترف: «كل شي بيِجي من الله منيح ولو مش صحيح...».