تضامناً مع الاحتجاجات التي اندلعت بسبب غلاء المعيشة والسكن، أعلن موظفو بلديات إسرائيل، أمس، الإضراب عن العمل، فيما طالب المحتجون بمفاوضة رئيس الحكومة على الهواء، وهو ما رفضه رئيس «الهستدروت»الاحتجاجات داخل الدولة العبرية آيلة إلى التوسع، مع إعلان الموظفين البلديين انضمامهم إلى خيم الاحتجاجات. لكن في المقابل، صدرت أصوات نقابية ترفض إسقاط بنيامين نتنياهو وإذلاله عبر الاحتجاجات، عبّر عنها رئيس «الهستدروت» الاتحاد النقابي، عوفر عيني، وهو ما يمكن أن يضعف الحركة الاحتجاجية.
وأعلن رئيس نقابة السلطات المحلية في إسرائيل، شلومو بهبوت، أن «نحو 150 ألف موظف بلدي إسرائيلي بدأوا إضراباً عن العمل تضامناً مع موجة الاحتجاجات الاجتماعية على غلاء المساكن التي بدأت منذ منتصف تموز». وقال: «دعونا إلى يوم إضراب. أغلقت البلديات أمام الجمهور ولم يُفرغ عمال النظافة الحاويات». وأضاف: «بصفتنا ممثلين عن البلديات والسلطات المحلية، نحن مع الشعب ولا نستطيع الوقوف مكتوفي الأيدي، بينما يتظاهر الناس للمطالبة بالعدالة الاجتماعية». وأشار إلى أن «الحكومة لم تقم بأي شيء، ونحن لا نستبعد احتمال القيام بأنشطة أخرى للدعم في الأيام المقبلة».
إضافة إلى ذلك، أُطلقت دعوة إلى إضراب يستمر 24 ساعة للموظفين عبر موقع «فايسبوك» الإلكتروني. وأعلن 24 ألف إسرائيلي امتناعهم عن التوجه إلى العمل.
وبحسب استطلاع رأي نُشرت نتائجه أخيراً، تحظى الحركة الاحتجاجية التي تعبّر عن غضب الشباب والطبقة الوسطى بدعم أكثر من 80 في المئة من الإسرائيليين.
لكن بوادر خلافات بدأت تظهر بين ممثلي الحركة الاجتماعية ورئيس «الهستدروت» الاتحاد النقابي (يضم 600 ألف عضو)، عوفر عيني، الذي يتمتع بنفوذ كبير في إسرائيل. ويطالب قادة الاحتجاجات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن يفاوضهم أمام الكاميرات والميكروفونات. وقالت أحد ممثلي المحتجين، أورلي ويزنبرغ، لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «يجب تغيير الطريقة وإجراء المفاوضات بشفافية تامة، لا بالسر في المكاتب كما هي الحالة دائماً حتى الآن». وأضافت: «لا نريد التفاوض مع الوزراء، بل مع نتنياهو نفسه؛ لأنه الوحيد القادر على اتخاذ قرارات جدية».
لكن رئيس «الهستدروت» رفض ذلك. وقال لإذاعة الجيش إنه لا يدعم حركة احتجاجية هدفها إذلال رئيس الوزراء الذي انتخب انتخاباً ديموقراطياً، أو الدعوة إلى سقوطه، مؤكداً أن ما يجري في إسرائيل يختلف عن الدول العربية.
وقال: «الجميع يعتقد أنه توجد ضائقة حقيقية ويجب حل مشكلة السكن، لكني ملزم بالقول إنه إذا كان الهدف إسقاط نتنياهو فإني لست شريكاً بهذا الهدف ولو كنت أفكر بهذا الشكل لتنحيت». وأضاف: «لم أصوت لمصلحة نتنياهو، لكننا لسنا مصر ولا سوريا».
وهاجم عيني بشدّة مطلب قادة المحتجين من نتنياهو «بإجراء حوار بشفافية كاملة وبحضور كاميرات». وقال إن «على الدولة أن تعطي مواطنيها أكثر. لكن ثمة حدود لإذلال رئيس الحكومة وواجب على المواطنين احترامه بكافة الحالات».
بدوره، حذر الوزير السابق، عضو الكنيست عن حزب العمل، بنيامين بن اليعزر، من أن الاحتجاجات في إسرائيل على الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ستشكل مع اندلاع احتجاجات فلسطينية متوقعة عقب اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة في أيلول المقبل، حالة الطوارئ الأكثر تعقيداً منذ قيام إسرائيل في عام 1948. وقال إن الاحتجاجات في إسرائيل متأثرة بموجة الاحتجاجات الكبرى في العالم العربي «وفي أيلول ستحدث احتجاجات لم نشهد مثيلاً لها، فطاقات الفلسطينيين لم تتحرر بعد، وهي في الطريق».
(يو بي آي، أ ف ب)