القاهرة | انشغال المصريين بالسياسة منعهم من متابعة ما جرى في انتخابات «نقابة الموسيقيين» يوم الجمعة الماضي. لكنّ عاصفة الهجوم سرعان ما هبّت على النقابة بعد إعلان اسم النقيب الفائز، سواء من متابعي الموسيقى في مصر أو من النقيب المخلوع إيمان البحر درويش. فوجئ كثيرون بفوز المطرب والملحن والشاعر الشعبي مصطفى كامل بمنصب نقيب الموسيقيين، مع حصوله على 917 صوتاً بفارق كبير عن أقرب منافسيه، منير الوسيمي نقيب الموسيقيين السابق الذي حصل على 406. وجاء في ذيل القائمة المطرب الكبير محمد الحلو بـ94 صوتاً فقط. الانتخابات التي أقيمت في «مسرح جلال الشرقاوي» (وساط القاهرة) أعادت التأكيد أنّ للعبة الصناديق والاقتراع في مصر خبراء يعرفون التعامل معها. أنصار مصطفى كامل صاحب الأغنية الشهيرة «قشطة يابا» يرون فيه نموذجاً للمطرب الذي يقف إلى جوار زملائه ويساندهم في محنهم، رافضين التقليل من مكانته الفنية. في مقابل هؤلاء، أطلق نشطاء فايسبوك وتويتر موجة سخرية عنيفة مساء الجمعة، مؤكدين أنّ المراكز «القيادية في مصر تنهار على جميع المستويات»، وأنّ صاحب الأغنيات الشعبية الحزينة الذي بدأ حياته الفنية مؤلِّفاً قبل أن «يفرض» نفسه مطرباً يجلس الآن على المقعد نفسه الذي جلست عليه مؤسِّسة النقابة أم كلثوم، ومن بعدها الموسيقار محمد عبد الوهاب. علماً بأنّ أسماء كبيرة من فناني المحروسة تناوبت على هذا المقعد، مثل أحمد فؤاد حسن، وصلاح عرام، وحسن أبو السعود. رغم أنّه كان متوقعاً، إلّا أنّ فوز مصطفى كامل أحدث صدمة طاولت إيمان البحر درويش الذي فاز بمنصب نقيب الموسيقيين في تموز (يوليو) 2011، لكن سرعان ما دخل في صراعات مع مجلس النقابة ووكيلها مصطفى كامل، لينجح هؤلاء في إبعاده عن المنصب من خلال تحويله إلى مجالس تأديب واتهامه بـ«ارتكاب مخالفات»، ثم التأكيد أنّه عضو في «نقابة المهندسين». عضويته في نقابة أخرى تمنعه قانوناً من الاستمرار في منصبه، ما أدّى (من دون مقدمات) إلى الدعوة لإجراء انتخابات جديدة فاز فيها كامل. إيمان البحر درويش عاد مجدداً إلى الأضواء، مؤكداً أن مصطفى كامل تنازل طوعاً عن عضوية «نقابة الموسيقيين» في 2010 حتى يتمكن من الترشح لعضوية البرلمان المصري على قوائم «الحزب الوطني» المنحل. وشدد درويش على أنّه لم يصدر أي حكم قضائي يطيحه هو شخصياً حتى تتم الدعوة إلى انتخابات جديدة. هكذا، دخلت النقابة في دوامة تهدد بتجميده نشاطها، في وقت يعاني فيه الوسط الفني مشكلات عدة أبرزها تراجع عدد الحفلات بسبب الظروف السياسية، ما يهدد معظم العازفين بشبح بالبطالة، بينما قرر كبار المطربين «تكبير الدماغ» وعدم التدخل لمصلحة أي طرف على حساب الآخر لتصبح النقابة رهن المنتصر في الصراع. صراع بين إيمان البحر درويش ومصطفى كامل الذي لم يلتفت إلى الانتقادات الموجهة إلى مكانته الفنية التي وصلت إلى حد دفع البعض إلى القول: «إذا قررت النقابة تكريم الموسيقار عمر خيرت مثلاً، فهل يتسلم شهادة التكريم من مطرب «قشطة يابا»؟».