أظهر استطلاع للرأي العام أجراه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومركزه الدوحة، أن 33 في المئة من اللبنانيين يرغبون في الهجرة الى خارج البلاد، ويحتل لبنان بذلك المرتبة الثانية بعد السودان (45%) من أصل 14 دولة عربية نُفّذ فيها الاستطلاع، وشملت: لبنان، الاردن،العراق، السعودية، مصر، الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا، السودان، فلسطين، اليمن، الكويت، وليبيا.
وهذا الاستطلاع هو الثاني من نوعه بعد الاستطلاع الاول الذي نفّذ خلال عام 2011 على عيّنة حجمها 16173 مستجيباً في 12 بلداً عربياً، في حين بلغ حجم العيّنة في الاستطلاع الجديد 21350، وهو يغطّي عامي 2012_2013.
وبحسب الباحث في المركز، والمشرف على مشروع استطلاع اتجاهات الرأي العام العربي، محمد المصري، فإن هذا الاستطلاع هو أكبر وأضخم استطلاع يُنفّذ في البلاد العربية، لافتاً الى أنه تم اعتماد تحليل نتائج البيانات على مستوى المحافظات والولايات حسب كل بلد، وفي لبنان اعتُمدت الأقضية.
ومن النتائج اللافتة للاستطلاع على المستوى اللبناني، اعتبار50% من المستطلعين أن أوضاع أسرهم الاقتصادية سيئة أو سيئة جداً. وعن أساليب سد العجز المالي، أفاد اللبنانيون أن الاعتماد على الاستدانة من المعارف والاصدقاء والاقارب هو الأسلوب الأكثر رواجاً (48%) يليه المعونات من الاقارب (26%)، والقروض من المصارف (10%).
ومن نتائج الاستطلاع أن 33% من المستجيبين اللبنانيين رأوا أن الثورات التي حدثت في العالم العربي هي سلبية جداً، وهي النسبة الاعلى بالمقارنة مع بقية الدول العربية، إذ إن النتيجة الاجمالية للاستطلاع في جميع الدول العربية أظهرت أن 61 من المستطلعين يرون أن الثورات العربية أحدثت تطوراً إيجابياً. ويؤشر اتجاه الرأي العام اللبناني السلبي تجاه الثورات العربية الى الأثر المباشر الذي سبّبته الحرب الاهلية الدائرة في سوريا، إضافة الى تخوف الاقليات الاسلامية والمسيحية في لبنان من صعود التيار الديني المتشدد الى السلطة، خصوصاً في مصر وتونس وليبيا.
ورداً على سؤال عن الدول الأكثر تهديداً لأمن الوطن العربي، رأى 57% من المستطلعين اللبنانيين أن إسرائيل هي الدولة الأكثر تهديداً تليها الولايات المتحدة 16% وإيران 14%. في المقابل، أظهر المعدل العام في الدول العربية أن 52% يرون أن إسرائيل هي البلد الاكثر تهديداً للأمن الوطني، تليها 21% الولايات المتحدة ثم إيران 6%. ويؤشر اعتبار 14% من المستطلعين اللبنانيين أن إيران هي الدولة التي تمثّل تهديداً لأمن الوطن العربي، وهي النسبة الاعلى بالمقارنة مع بقية الدول، الى حدة الانقسام السياسي والشحن الطائفي ضد حزب الله، الحليف الاستراتيجي لإيران في لبنان. كذلك فإن ثقة المستجوبين اللبنانيين تكمن في مؤسسة الجيش (67%) وليس في الحكومة والمجالس النيابية، والنسبة الأقل في الاحزاب السياسية، وإن 51% لا ينتسبون إلى أحزاب، وإنه لا يوجد أي حزب سياسي يمثلهم! ولعل هذا الرقم يمثّل مؤشراً على هامش الخطأ التي يمكن أن يقع فيه أي استطلاع أو طريقة طرح السؤال. وهو ما عبّر عنه الدكتور أحمد البعلبكي، خلال ندوة عقدت في لبنان لمناقشة نتائج الاستطلاع، حيث رأى البعلبكي أن مقاربة الاستطلاع «عروبوية» نوعاً ما، وأن بلداناً عربية صارت محكومة بكيانيتها السياسية، وتمنى لو تم اعتماد كل بلد لحاله ويصار بعد ذلك الى استخلاص النتائج، مشدداً على أن الخطأ في صياغة السؤال، وعلى ما إذا كان قد فهم في كل بلد، لأن التعميم في صياغة السؤال قد يكون أعطى إجابات غير دقيقة، متسائلاً عن نسبة الأميين بين المستطلعين، وموضحاً أنه في الاسئلة المحرجة تبرز المواقف والآراء.
وعن استخدام وسائط التكنولوجيا، كانت النتائج في لبنان أن 51% لا يستخدمون الإنترنت، مقابل 49% يستخدمونه، وأن 33% منهم لديهم حساب على فايسبوك و7% لديهم حساب على تويتر. وأفاد 29% من اللبنانيين المستطلعين أنهم يعتمدون على قناة الجديد لمتابعة الاخبار السياسية، في حين حلّت أل بي سي في المرتبة الثانية (19%) فقناة أم تي في (13%)، وبالنسبة نفسها لكل من قناة المنار والمستقبل وأو تي في (9%)، في حين أفاد 3% من المستجيبين أنهم يعتمدون على الصحف المحلية. والجدير بالملاحظة أن أقل من 3% من اللبنانيين يعتمدون على الفضائيات الأجنبية والعربية.
وبصرف النظر عمّا إذا كان المستطلعون يذهبون الى دور العبادة أو لا، أجاب 16% من اللبنانين بأنهم متدينون جداً و63% بأنهم متدينون الى حد ما، في حين أجاب 20% بأنهم غير متدينين. في المقابل، أفاد 56% أنهم يفضّلون فصل الدين عن الحياة السياسية والاجتماعية، كذلك فإن 87% يرفضون تأثير رجال الدين في عمل الحكومات، أو استخدام الدين لكسب الأصوات في العملية الانتخابية.

للاطّلاع على نتائج «المؤشّر العربيّ 2012/2013»
http://goo.gl/cDb3v