اعترف قاتلا باسمة عيتاني بالجريمة. ناطور المبنى ز.ح. وشقيقه ج.ح. اعترفا بفعلتهما. أراد الأخير ممارسة الجنس معها، لكنّها صدّته. بدأت بالصراخ، فاجتمعا عليها وقتلاها خوفاً من الفضيحة. في ذلك اليوم المشؤوم، كلّف الزوج ناطور المبنى إيصال بعض الحوائج إلى المنزل، فاستغلّ الأخير ذلك بعدما كان قد أبلغه شقيقه بأنه يريد ممارسة الجنس مع باسمة. دخل شقيق الناطور المنزل، فيما بقي الناطور منتظراً قرب الباب، لكنه لم يلبث أن دخل مسرعاً بعدما ارتفع صراخ باسمة. تناول سكيناً من المطبخ فيما ثبّتها شقيقه وأقفل فمها بيده لمنعها من الصراخ، بدأ عندها زياد بطعنها بجنون. طعنها أكثر من عشر طعنات في أنحاء مختلفة من جسدها حتى خارت قواها، ثم غادرا مسرح الجريمة. إذاً، لم يكد يمر أسبوعان على وقوع الجريمة حتى تمكنت الشرطة القضائية بإمرة العميد ناجي المصري من كشف الفاعلين. فقد اعترف الناطور ز.ح. (مواليد ١٩٨٧) بارتكاب الجريمة بمعاونة شقيقه، خلال التحقيق الذي أجراه النقيب مازن الصايغ بإشراف المقدم مروان الرافعي. يشار إلى أن مرتكب الجريمة كان موقوفاً لدى القوى الأمنية برفقة الزوج للاشتباه فيهما، لكن لم يُخل سبيل الزوج بعد. أما الأسباب، فتعود إلى اشتباه المحققين فيه لكونه لم يبُد تأثراً أو انفعالاً تجاه ما جرى لزوجته، فضلاً عن الشكوك الأولية التي دارت حوله بسبب الخلافات الحادة التي شابت علاقتهما الزوجية قبيل وقوع الجريمة. إضافة إلى أنّه كان يحمل صينية حلوى لدى وصوله، ورغم الدماء التي كانت تغطي المنزل، أوصل الحلوى إلى المطبخ دونما أي تأثر. أما في ما يتعلق بمسار التحقيقات، فعلمت «الأخبار» أن الناطور اعترف عدة مرّات، لكنّه كان كل مرة يروي سيناريو مختلفاً عن سابقه. فقد اعترف بداية بأنّه قتل باسمة لأنّها اتهمته غير مرة بالسرقة وحرّضت على طرده من عمله. ثم ردّ الدافع إلى المعاملة السيئة التي كانت تعامله بها. ولدى اصطحابه إلى مسرح الجريمة لإعادة تمثيل الجريمة، نفى أي علاقة له بما جرى. ثم ذكر أنّ شابّاً لبنانياً ارتكب جريمة القتل. ولدى استيضاحه أسباب اعترافه بجريمة لم يقترفها، أجاب بأنه فعل ذلك كي لا يتعرّض للضرب. لم يثبت الناطور على أقواله طويلاً، عاد وأفاد بأنه ارتكب الجريمة بمساعدة شقيق زوجته. هنا ضاعت الحقيقة قبل أن يعترف أخيراً بأنه ارتكب الجريمة بمساعدة شقيقه ج.ح. (٣٠ عاماً) الذي سبق أن تحرّش بالضحية غير مرة. وأقرّ بأنه اقترف فعلته خوفاً من الفضيحة التي ستسبب خسارته عمله. تجدر الإشارة إلى أن زوجة الناطور موقوفة؛ لأنها اشتركت معه بغسل ملابس الجريمة، إضافة إلى شقيق زوجته. أما أسباب التوقيف فتعود إلى التضارب في إفادات الموقوفين.