في آخر مقابلة معها قبل أشهر قليلة مع جمانة بو عيد في برنامج «سبيسيال» (الأخبار 18/6/2013)، نفت المغنية اللبنانية كارول سماحة تأييدها لأيّ طرف سياسي لبناني، مؤكدةً أنّها تنتمي إلى وطنها فحسب، وكاشفةً أن والدها كان في «الحزب الشيوعي». يومها، لم يكن الحسّ القومي لدى صاحبة أغنية «بصباح الألف الثالث» (كلمات وألحان منصور الرحباني) قد تفجّر بعد، ولكن أوّل من أمس وضعت سماحة النقاط على الحروف على حسابها الرسمي على تويتر.
عبّرت المغنية اللبنانية عن رأيها بالضربة الأميركية المتوقعة على سوريا، مؤكدةً أنّ الهدف من ورائها ليس إلا «تأمين مصالح «إسرائيل» في المنطقة، وإضعاف الجيوش العربية الباقية، والسيطرة على الشرق الأوسط». ورأت بطلة مسلسل «الشحرورة» (تأليف فداء الشندوبلي، وإخراج أحمد شفيق) أنّه «بعد منع تسليح الجيش اللبناني، والقضاء على الجيش العراقي، والسيطرة على تونس، وليبيا، لم يبقَ سوى الجيشين السوري والمصري. الخطة واضحة ليتكم تفهمون!». تحوّلت كارول سماحة بين ليلة وضحاها إلى محلّلة سياسية تقرأ بين أسطر القضايا وتربطها بالأزمات العربية. «محلّلة استراتيجية» يُحسب لها حساب، لأنّها آتية من مدرسة الفنّ النظيف. ففي عصر التطبيل للحرب وتهيّؤ البعض لاستقبال الأميركيين، قالت سماحة كلمتها من دون أيّ مقابل؛ فهي لا تطمح إلى كرسيّ معيّن، لكنّها وجدت نفسها معنية بالأمر، فقالت كلماتها ومضت بكل خفّة. تتمتّع صاحبة أغنية «أضواء الشهرة» بالحماسة العربية التي فُقدت في عصرنا الحالي، وباتت تجمع اليوم بين الفنّ والسياسة، وهذا أمر لا يُستهان به! تحلّت سماحة بالجرأة لإعلان رأيها في الواقع العربي، في وقت تنصرف فيه زميلاتها إلى مواضيع أقل عمقاً؛ إذ يجندن حساباتهن وصفحاتهن الافتراضية لعرض صور حقائبهن. فهن لسن معنيّات بالتعبير عن موقفهن من التحرّك العسكري ضد سوريا الذي يُتوقّع أن يغيّر الكثير في المعادلة. وهناك بعض الفنانين الذين رفضوا التعبير عن رأيهم السياسي، خوفاً من تبنّيهم مواقف معيّنة تدفّعهم ثمناً من رصيدهم الفنيّ.
كارول سماحة التي أصابتها نوبة القومية العربية قبل أيّام، كانت قد دعت أخيراً العرب إلى التوحّد من خلال كليب أغنيتها «وحشاني بلادي» (ألحان الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، وكلمات محمد جمعة) الذي أخرجه الفرنسي ثييري فيرن. كليب يحرّك مشاعر العروبة، ويدعو إلى رص الصفوف بوجه العدوّ الذي يعمل على تفتيت مجتمعنا. يتناول العمل الجديد فكرة اتحاد الدول العربية في مواجهة الصعوبات والمحن التي تمرّ بها بحثاً عن الحرية. صوّرت كارول الكليب في منطقة صحراوية في القاهرة، تلك العاصمة التي تشهد بدورها أزمة سياسية خطرة. وجّهت المغنيّة اللبنانية رسالتها في كليبها الأخير إلى الدول كافة من دون استثناء، فمتى يحين زمن الوحدة العربية؟