غزة ــ الأخبار ما كانت تقوله المصادر العسكرية المصرية، المجهولة الهوية، بات اتهاماً علنياً ورسمياً لحركة «حماس»، بمساندة من غريمتها الفلسطينية «فتح». ويبدو أن الحكومة المصرية الانتقالية مصرّة على معاقبة «حماس»، على ما تقول إنه تدخل في الشؤون المصرية ومساندة جماعة «الإخوان المسلمين» المعزولين، لبث الفوضى في البلاد، حيث بدأ الجيش المصري تنفيذ خطة لاقامة منطقة عازلة في موازاة الحدود مع القطاع المحاصر.

ورأت «حماس» أن تصريحات وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم، حول مشاركة عناصر من الحركة في أحداث شبه جزيرة سيناء «محاولة لخلط الأمور وتبرير عملية خنق قطاع غزة». وقال المتحدث، سامي أبو زهري، إن «حماس تستهجن تصريحات وزير الداخلية المصري، حول مزاعم مشاركة عناصر من حماس في أحداث سيناء».
وأضاف إن «هذه الادعاءات عارية من الصحة، ومحاولة لخلط الأمور وتبرير عملية خنق غزة، التي تمارس من خلال إغلاق معبر رفح على نحو شبه كامل والتدمير الواسع للأنفاق، ما يتسبب في كارثة إنسانية حقيقية». وكان وزير الداخلية المصري قد اتهم أشخاصاً من «حماس وذراعها العسكرية كتائب القسام، بأنهم وراء كافة الحوادث التي وقعت في الفترة الماضية في سيناء شمال شرقي مصر، واستهدفت جنوداً مصريين».
كذلك استنكر أبو زهري «ادعاءات الوزير المصري، بشأن وجود نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمود عزت في غزة». وقال إن «هذا الادعاء ثبت بطلانه بعد اعتقال وزير الشباب في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي أسامة ياسين في القاهرة، بعدما زعمت مصادر مصرية وجوده مع محمود عزت في غزة، للإشراف على مراكز تدريب».
بدوره، أعرب القيادي الحمساوي، صلاح البردويل، عن أسفه لاستمرار قادة السلطة الفلسطينية، وبعض رموز حركة «فتح» في قيادة حملة إعلامية «مضللة» ضد «حماس». وقال إن حديث السلطة و«فتح» عن أن «حماس» اعتقلت رئيس الجالية المصرية في فلسطين عادل عبد الرحمن كحلوت، «قصة مفبركة، وأن الحقيقة أن عادل عبد الرحمن كحلوت مواطن فلسطيني حاصل على الجنسية المصرية لجهة أمه، وأنه ما من مقر للجالية المصرية في غزة، ولا مركز ثقافي مصري منذ عام 2007، وأن الأمر يتعلق باتهامات موجهة إلى عادل عبد الرحمن كحلوت بأنه كان يزور شهادات من أجل الحصول على الجنسية المصرية لمواطنين فلسطينيين مقابل مبالغ مالية».
وأضاف: «لقد أبلغنا هذه المعلومات للجانب المصري، وهم يعرفون الحقيقة ويدركون أن الأمر يتعلق بمغالطة إعلامية لا علاقة لها بالواقع، ويعرفون أن الأمر يتعلق برغبة من السلطة وحركة «فتح» في تشويه حركة (حماس)».
وفي سياق الهجمة الفتحاوية على «حماس»، قال المتحدث باسم «فتح» أسامة القواسمي، إن ثورة الشعب المصري اسقطت مشروعا مشبوها كان يقضي بانشاء دويلة في غزة تمتد حدودها الى الأراضي المصرية في سيناء
وأضاف أن «ثورة الشعب المصري في 30 يونيو كانت تعبيرا عن وعي وطني وقومي بالقضية الفلسطينية، وحالت بفضل قواها ويقظة جيش مصر العظيم دون فصل قطاع غزة عن الوطن الام».
ورأى أن «إقامة المشاريع الاقتصادية والتجارية والصناعية، ومنح آلاف الفلسطينيين الجنسية المصرية، وتمكين بعضهم على نحو محدد من تملك أراض في سيناء، كانت أول ملامح مؤامرة متعددة الأطراف، هدفت إلى حل قضية اللاجئين وقيام دولة فلسطينية على حساب أرض مصر».
من جهة ثانية، ذكرت مصادر عسكرية مصرية أن الجيش شرع باقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع قطاع غزة بعرض 500 متر لمنع التهريب والسيطرة على الانفاق. وقالت المصادر ان سكان المنطقة الحدودية من الجانب المصري تلقوا تحذيرات من الجيش بضرورة اخلاء منازلهم، في وقت دمر فيه الجيش 13 منزلا في حي الصرصورية، بعد اكتشاف فوهات انفاق بداخلها، كما شرعت جرافات ضخمة بإزالة الاشجار الكثيفة المنتشرة على الحدود برفح.
ويتسبب اقامة المنطقة العازلة في تهجير عدد من التجمعات السكنية القريبة من الحدود في مناطق صلاح الدين والبراهمة وكندا والبرازيل والصرصورية وغيرها، وهو ما دفع عشرات المواطنين من أصحاب هذه المنازل إلى التظاهر احتجاجا على نية السلطات ترحيلهم.