في أحد مستشفيات بنت جبيل، أحضر رب أسرة من بلدة قبريخا (مرجعيون) العاملة في منزله من الجنسية الإثيوبية (أطلق عليها اسم «نانا») وهي مصابة بكسور مختلفة في رجليها. أدخلت «نانا» المستشفى على عجل، وحولت الى غرفة العمليات، فتم تجبير رجليها بعد وضع سيخين فيهما، إضافة الى معالجتها من الجراح المختلفة في جسدها. استغرق بقاء «نانا» في المستشفى ثلاثة أيام، وكان قد سبق نقلها الى مستشفى أحيرام في صور.
هناك أُبلغت القوى الأمنية بالحادثة، وأُخذت إفادة العاملة الأجنبية التي أفادت أن «الإصابة جاءت نتيجة تعرضها للضرب من صاحب عملها قبل أن يعمد الى إسقاطها من نافذة منزله في الطابق الأول».
لدى محاولة الحديث مع الخادمة داخل المستشفى، حرصت جيداً على ألا تخبر أحداً عن هوية صاحب العمل، لكنها أفصحت عن الجريمة التي تقول إنها كادت تودي بحياتها: هي تعمل عند أسرة من 7 أفراد، يمنع عليها النوم قبل الثانية عشرة ليلاً. وتشير الى أن «ربّة المنزل كانت تحضر لها طفل شقيقتها للاعتناء به أيضاً إضافة الى أعمالها المنزلية الأخرى». تتحدث «نانا» عن الاستغلال الواسع الذي تتعرض له في العمل، وعن تعرضها المتكرر للاعتداءات الجسدية والنفسية، إلا أنها في يوم ما سمحت لرفيقة لها بزيارتها فوقعت الواقعة. تقول «نانا» إن «صاحب عملها وزوجته انزعجا كثيراً من هذه الزيارة، وعمدا الى ضربها ضرباً مبرحاً، ووصل الأمر بصاحب عملها الى محاولة خنقها بيديه، وأثناء ذلك سقطت من نافذة الطابق الأول للمنزل، ما أدى الى كسر رجليها».
لا تنتهي القصة هنا. تقول «نانا» إن «ربة الأسرة تعمل في المستشفى، وعملت على إخفاء قصتها عن القوى الأمنية، وإنها انتزعت منها مبلغ 400 دولار أميركي لدفع ثمن العلاج».
تشدد «نانا» على عدم رغبتها في معاقبة الأسرة بكاملها، «لأن رب الأسرة لديه 5 أولاد صغار، ويجب ألا نظلمهم جميعاً»، ولكنها لا تريد العودة الى ذاك المنزل الذي لا بديل لها منه».
يوضح مصدر أمني لـ«الأخبار» أن «نانا» أفادت عن تعرضها للضرب وإسقاطها من النافذة. وقد عمدت فصيلة درك العباسية (صور) الى إبلاغ النيابة العامة التي طلبت من مخفر درك تبنين الحصول على إفادة صاحب العمل، وهو أفاد أن «سقوط العاملة كان بإرادتها!».
يوم أمس خرجت «نانا» من المستشفى، وعادت بخلاف رغبتها الى المنزل الذي كادت تُقتل فيه، بحسب زعمها، علماً بأن أحداً حتى الآن لم يتعرّض للمساءلة القانونية. فمن سيتحمل المسؤولية إذا ما تكرّر الفعل عينه، سواء كان سقوط الخادمة «محاولة قتل» أو «محاولة انتحار»؟ ففي الحالتين هناك عاملة تخضع للظلم والتعسّف، وهناك مشتبه فيه حرّ طليق.