لم يمنع الوضع الأمني المضطرب الفنانين الأجانب من المجيء إلى بيروت، علّ الرقص يكون الطريقة الفضلى لمواجهة شبح الموت. الليلة، ستكون العاصمة اللبنانية على موعد مع عرض الكوريغراف الألمانية ستيفاني تيرش Corps Etranges الذي يحتضنه «مسرح المدينة». وإذا كانت تيرش وفرقتها Mouvoir قدّما قبلاً عرض As if we would be ضمن «مهرجان بيروت للرقص المعاصر 2012»، إلا أنّ دعوة «مقامات» الليلة تكتسب أهمية أخرى. حدث اليوم هو العرض العالمي الأول لـ«أجسام غريبة» بعدما شاهده الجمهور الألماني فقط العام الماضي، كما أنّه موعد استثنائي مع واحدة من كبار مصممي الرقص المعاصر في العالم.
أسّست ستيفاني تيرش (1970) فرقتها Mouvoir عام 1999. منذ ذلك الحين، شكّلت فنون المسرح، والرقص، والأفلام، والتجهيز، والفيديو، والموسيقى الحية والمحاضرات التفاعلية، خيطاً رابطاً بين معظم أعمال تيرش، منجزة بذلك ما يشبه لوحات الكولاج. في رصيد الفرقة ما يتجاوز 20 مشروعاً، تعاملت فيها تيرش مع راقصين من مختلف أنحاء العالم، فيما شاركت أيضاً في أهم المهرجانات العالمية.
في عرضها «أجسام غريبة» الذي نشاهده الليلة وغداً، تواصل ستيفاني تيرش الخوض في بعض إشكاليات العالم الحديث. هنا، تجمع الرقص المعاصر والسيرك الجديد من خلال خمسة راقصين وبهلوانيين ألمان وفرنسيين يقدّمون عرضاً مرئياً متحركاً وصاخباً. في موازاة هذا المسار الجسدي، يطرح Corps Etrangers مجموعة من الأسئلة الوجودية التي يفرضها العالم الحديث عن الأصل البشري، وأصل الحيوان والنبات، وأصل اللعبة الطبيعية بشكل عام. هذا العرض الغني لناحية الحركات السريعة والأفكار التي تنهل من الدراسات الحيوانية، يرتكز على الحبال التي تشكّل مادّته السينوغرافية الأساس.

“أجسام غريبة”: 20:30 مساء اليوم وغداً ــ «مسرح المدينة» (الحمرا _ بيروت) ــ للاستعلام: 01/341470




واقع... سوريالي

منذ مشروعها الأوّل BA:AB (1999_2000) مع فرقة «موفوار»، دخل المناخ الشعري على أعمال ستيفاني تيرش (الصورة) من خلال استكشاف التغييرات التي يحدثها العالم الحديث في ملامح الجنس البشري، متوقّفة عند العقل، والإحباط، والأحلام. في «طبيعة ميتة» (2011)، استخدمت الفيديو في موازاة حركات الراقصين، فأعادتنا إلى مسار تطور تاريخ البشرية وكائناتها. كذلك، لجأت إلى الفيلم في «أسئلة عمياء» (2009) مسائلة الحب من خلال المسرح، والرقص والغناء والفن السابع. أما في Beautiful Me (2006) فسعت إلى البحث عن تعريفات جديدة للجسد بين التصنع والأصالة من خلال الديسكو والرقص المعاصر. هكذا، تحاول كائنات تيرش التمسّك بواقعها في عالم شبه سوريالي، ما يولّد التأرجح بين القدرة على التكيّف ومقاومة القوى الخارجة عن إرادتها.



سنة 10 Bipod


هذه السنة، تطفئ فرقة «مقامات» (عمر راجح) شمعتها العاشرة وتجدد موعدها السنوي مع «مهرجان بيروت للرقص المعاصر». أرادت الفرقة أن تحيي هذه السنة بشكل مختلف. لذا ستحتضن عدداً من عروض الرقص المعاصر على مدار السنة، إلى جانب مهرجانها السنوي. أوّل هذه العروض سيكون مع فرقة Mouvoir وستيفاني تيرش. وتعدّ هذه الزيارة الثانية للفرقة إلى بيروت، فيما قدّم عمر راجح عرضه «ذلك الجزء من الجنة» العام الماضي ضمن مهرجان Globalize:Cologne festival بإدارة تيرش في كولونيا الألمانية. يعمل راجح هذه السنة مع تيرش على مشروع مشترك يتوقّع أن يبصر النور أواخر العام الحالي. أما العرض الثاني في برنامج «مقامات»، فهو «وتدور watadour» (15/1) الذي تعاون فيه راجح مع الفنان الفلسطيني ناصر سومي، وشريف صحناوي ومازن كرباج.