حلب | بدأ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ترجمة رسالة المتحدث الرسمي باسمه أبو محمد العدناني، التي توعّد فيها بحرب ضارية ضد «الصحوات السورية». فبعد سقوط مركز «داعش» الرئيسي في مدينة حلب بأيدي قوى المعارضة الأخرى، عاد التنظيم إلى التقدم في ريف حلب الشمالي الشرقي. ووصل رتل القائد العسكري في «داعش»، عمر الشيشاني، الذي كان متوجهاً إلى حلب، إلى الريف.
وهو يضم عشرات من سيارات الدوشكا ومدافع 23 و57 ملم، ومدرعات وكميات من الذخائر والأسلحة والمتفجرات. وقد أتى الرتل من دير الزور، وعبَر منطقة مسكنة (جنوب شرق حلب)، باتفاق غريب من نوعه مع «حركة أحرار الشام» التي تقاتل، مع حلفائها، «داعش» في الشمال السوري. ووصل رتل الشيشاني ذي الخبرة العسكرية الكبيرة إلى بلدتي بزاعة وتادف، وانطلق منهما لاستعادة السيطرة على مدينة الباب، ثاني أكبر مدن المحافظة بعد حلب، والتي لم تطل فرحة «الجبهة الاسلامية» بالسيطرة عليها. واستهلت «داعش» هجومها بتفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مقر الأمن العام، ما خلّف أكثر من 15 قتيلاً. وأكّد مصدر معارض مقتل خمسة من أفراد «لواء التوحيد» في كمين نصبته «داعش» خلال محاولتهم دخول الباب. وقتل سبعة من جماعة «لواء جند الحرمين» وجماعات أخرى في غارة لسلاح الجو السوري على رتل سيارات كان متوجهاً على طريق منبج ــ الباب (شمال شرق حلب) لمساندة «الجبهة الإسلامية» التي تتصدى لقوات «داعش».
وفي حريتان (شمال غرب حلب)، أكّدت مصادر معارضة سيطرة «داعش» على أهم النقاط الاستراتيجية في البلدة، ومن ضمنها المخفر وكامل منطقة قبر الانكليزي.
وأكدت المصادر أن مقاتلي «داعش» يجهزون تحصينات دفاعية لافتة تعكس نية تحويلهم البلدة إلى معقل دائم لهم، تتوجه إليه عناصرهم التي استسلمت أو فرّت من مناطق القتال مع بقية الفصائل.
الاشتباكات العنيفة استمرت لليوم الثاني في قريتي رتيان وبيانون، وهما من أبرز معاقل «لواء التوحيد» في الريف الشمالي الحلبي، مع إصرار «داعش» على اقتحام القريتين، في وقت تحاول فيه فصائل «الجبهة الاسلامية» السيطرة على مقر الفوج 6، حيث تدور المعارك داخله. واتسع نطاق المعارك إلى ريف المهندسين الذي يضم مئات المزارع والقصور، التي تعتبر من المعاقل الأهم لتنظيم «داعش»، نتيجة تمركز عائلات زوجات المقاتلين العرب والأجانب فيها.
وأعلنت «الجبهة الاسلامية» في منبج فرض حظر التجوال الكامل لمدة 72 ساعة، بعد انتشار أنباء عن عزم خلايا نائمة لـ«داعش» تنفيذ عمليات انتحارية تستهدف مقار «الجبهة» والكتائب المناوئة لها.
وتبادل فريقا الصراع بث تسجيلات مصورة لـ«انشقاقات» في صفوف الطرف الآخر وتكفيره، إذ عرضت «جبهة النصرة» تسجيلاً لأبي إبراهيم المصري يقرّ فيه بانشقاقه مع 25 مقاتلاً من تنظيم «الدولة الاسلامية» وانضمامهم إلى «النصرة».
من جهته، أصدر «لواء أحرار سوريا» بياناً أعلن فيه أن تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام» فصيل «معاد للدين وللثورة، وسيضرب مقراته في أنحاء سوريا».
في المقابل، وسّع الجيش السوري نطاق سيطرته على جانبي طريق حلب ـــــ خناصر ــــ سلمية، حيث تمركزت وحدات منه في قرى الشريمة، جب العلي، القليعة، خنيصر، التابعة لناحية خناصر.
واستهدف الجيش أرتال سيارات ومقار للمسلحين في قباسين والباب وتلرفعت وحريتان وأبو طلطل والمدينة الصناعية والجديدة وكويريس وبزاعة وعندان في ريف حلب.
في سياق آخر، وجهت محافظة حلب دعوة لتسلم بدلات التعويض للمواطنين الذين تضررت أملاكهم الخاصة نتيجة الأعمال الارهابية.

45 مقاتلاً في كماشة الجيش

وفي حمص، قتل 45 مقاتلاً معارضاً «وهم يحاولون كسر الحصار» الذي يفرضه الجيش السوري على أحياء في المدينة. وذكرت مواقع معارضة أنّ المقاتلين الذين ينتمون إلى ألوية مختلفة وقعوا في كمين بالقرب من حي الخالدية.
إلى ذلك، قتل 17 شخصاً في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري في بلدة الكافات في ريف مدينة السلمية في محافظة حماة.