اسمها أرزة، هي الجزيرة العائمة الاصطناعيّة الأولى في العالم، مركزها شاطئ حارة صخر (جونية) وهي من توقيع مؤسس جمعيّة المخترعين اللبنانييّن المهندس الدكتور عبدالله ضو، الذي أكد لـ«الأخبار» أن المشروع سيتم إنجازه مطلع عام 2015. قد لا يكون في عمل ضو مشكلة بعينها، إلا أن مشروعه في ظل سياسة تعميم الفوضى والقضاء على المساحات والاملاك العامّة البحرية قد يطلق موجات إضافية لاستثمار البحر عشوائياً لأغراض ربحية، من دون النظر الى المصلحة العامّة.

ولدت فكرة الجزيرة العائمة عام 1982. في آذار 1998، أجرى ضو اختباراً لنموذج من الجزيرة العائمة بالقرب من منزله في البنيّة ــ قضاء عاليه الذي تحوّل الى ورشة عمل لفترة امتدّت الى 380 يوماً.
حاز المشروع موافقة هيئة الملاحة الدولية في فرنسا Bureau Veritas التي أعطت إقراراً بصحّته، بعد اجتماع دام ثماني ساعات نوقشَت خلاله الهندسة الخاصة بالجزيرة والمواد المستخدمة. وفي جولة على المشروع في منطقة حارة صخر، عرض ضو المراحل العلميّة والتقنيّة لصناعة الجزيرة التي تدخل فيها مادّة الفايبر غلاس، حيث جعل مركز العوم فوق مركز الثقل، أي إن الغواطس التي تحمل الجسم العائم أصبحت في مركز عال، فيما قواطع الحديد الثقيلة أصبحت في موقع أدنى.
يشرح المهندس ضو أنّ مساحة المتن الرئيسي للجزيرة هي 3600 متر مربّع، أمّا مساحة مجموع المباني فتبلغ 12 ألف متر مربّع. 240 شخصاً يعملون على إنجاز المشروع. قطع الجزيرة تصنّع في حارة صخر وفي قبرشمون، على أن يتمّ تجميعها في طرابلس لتدفع إلى البحر بعد اكتمال البناء. تموّل المشروع شركة «جزيرة جونية العائمة» المملوكة من قبل ضو والسعودي طلال علي الشاعر. وتضمّ الجزيرة فندقاً ونايت كلوب ومطعماً وحوض سباحة وصالات للحفلات.
ينشغل ضو في تعداد الفوائد التي تعود بها الجزيرة على لبنان؛ ففي الصناعة «ينشأ عنها صناعة لا تستوجب صهر معادن وتفاعلات كيميائيّة ملوّثة، كما أنّها قادرة على توفير آلاف فرص العمل للخبراء والمهندسين والتقنيين في مختلف الاختصاصات الهندسيّة وفي الإدارة». على صعيد السياحة، يقول «عندما يتحقق المستثمرون من ماهيّة الجزيرة العائمة، تنطلق استثمارات لمنتجعات سياحيّة في المياه الاقليميّة ويتشكّل عنها مردود ناتج من ارتفاع عدد السياح». كذلك يأمل ضو أن يشجع المشروع على إنشاء كلية للهندسة البحريّة وتعليم إنشاء الجزر العائمة.
يرفض ضو اعتبار مشروع الجزيرة العائمة إنجازاً شخصيّاً، ويقول «بدأت المسألة من السعي الى كسب قرش العيش بالحلال في زمن تخنقه المنافسة».